أثارت عبارة “أسرة إخوانية” في اعترافات متهمين في مخططات الفوضى والتخريب التي أعلنت دائرة المخابرات العامة ضبط الضالعين فيها أمس الثلاثاء، علامات استفهام عديدة حول الهيكل التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة، وعملية الاستقطاب التي يخضع لها.
قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين أوضح لـ “الغد” أن “الأسرة الإخوانية هي الحلقة الأولى التي ينضم إليها العضو عندما يتم تنظيمه وهي مؤلفة من (5-6) أفراد”.
وأضاف القيادي السابق: “يخضع العضو لبعض العلوم الدينية، وإذا كان عاملاً يدفع 5% من راتبه للجماعة، وفي حال كان طالبا على مقاعد الدراسة لا يدفع أية مبالغ مالية”.
وأشار مفضلا عدم ذكر اسمه إلى أن “المنتسب لدى الجماعة يخضع من خلال الأسرة لبرنامج ديني تثقيفي، ذلك بعد أن يبايع مسؤول الأسرة على السمع والطاعة واتباع التعليمات”.
“وينتقل عضو الأسرة مع مرور السنوات إلى الشعبة وهي المسؤولة عن الأسرة، ثم ينتقل إلى مجلس الشورى وبعدها قيادة مكتب جماعة الإخوان”.
ووفق القيادي السابق، فإن “عملية استقطاب الأعضاء الجدد تتم من خلال المساجد، وتستهدف المصلين الذين اعتادوا التردد عليها”.
الباحث في الجماعات الإسلامية الدكتور إبراهيم غرايبة، قال من محض تجربته السابقة إن جماعة الإخوان المسلمين تقسم إلى أسر، كما تقسم الأحزاب اليسارية إلى خلايا.
وأضاف الغرابية: “مسمى (أسرة) يطلق على الوحدة التنظيمية في الجماعة، وهذه تحدد مراتب العضوية فيها”.
وأشار إلى أن “الأسر عبارة عن أربعة مستويات، التمهيدية والتكوينية والدعاة وهي الاعلى بين الأسر”.
وحسب الغرايبة لـ”الغد” فإن “كل أسرة يرأسها شخص يطلق عليه نقيب، وكل عدد من النقباء عليهم شخص يطلق عيله (رقيب)، وهذا هو التشكيل التربوي التنظيمي وهو سري بين الأسرة الواحدة”.
ولفت إلى أن “هذا هو التنظيم السري، فيما المعلن يكون على غرار الجمعيات والاحزاب المرخصة، وهو عبارة عن هيئات عمومية تنتخب هيئات إدارية”.
وتبدأ عملية تنظيم الأعضاء الجدد بالجماعة من خلال تزكية عنصرين من الإخوان، وبعد مضي قرابة 6 شهور على العلاقة يعرض على الشخص الانضمام إلى الجماعة.
وإذا تمت الموافقة من قبله يدخل أسرة تمهيدية وهي ليست عضوية كاملة، وبعدها أسرة تكوينية وتتضمن (قسما وبيعة) وهنا يبايع المراقب العام أو من ينوب عنه، وفق الغرايبة.
ويؤيد المتحدث السابق، المراقب العام لجمعية جماعة الإخوان المسلمين المرخصة حسب قانون الجمعيات ووزارة التنمية السياسية محمد جميل القطاونة.
وفسّر القطاونة لـ”الغد” هذه العبارة كما فسرها الباحث الغرايبة، مشيرا إلى أن “كلمة أسرة هي مجموعة من الأفراد تجتمع بشكل أسبوعي ليدرسوا القرآن الكريم والأحاديث النبوية، ويطلق على مسؤولها نقيب الأسرة”.
وأردف: “لكن ما يخشى أن تتحول هذه اللقاءات إلى محور آخر”، لافتا إلى أن “المراقب العام يكون في إحدى هذه الأسر، وبعدها هناك لقاء شهري يسمى لقاء الكتيبة، وهم مجموعة أسر تلتقي شهريا ضمن برامج ثقافية دينية ومناقشة مواضيع عامة”.
وتابع: “أما على صعيد (الشعبة) فهي الوحدة الإدارية للمنطقة، وتتبع لها مجموعة أسر، ولها إدارة تتولى كافة كافة أعمال الأسر ويطلق على مسؤولها لقب نائب، كذلك فهناك لقب رقيب وهو مسؤول عن نقباء الأسر”.
الغد- موفق كمال