الاخوان المسلمين ومأزق الازدواجية بلال حسن التل

 

مااعلنت عنه دائرة المخابرات العامة من كشف خلايا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي تعمل في الاردن، كانت تعد للقيام بأعمال عنف وتخريب تستهدف أمن الاردن واستقراره، هو اعلان يكشف عن جانب مهم من المأزق المتعدد الابعاد الذي يعاني منه تنظيم جماعة الاخوان المسلمين في الاردن.
اول ابعاد هذا المأزق هو ازدواجية التنظيم، فكل المؤشرات تؤكد ان هناك تنظيم يعمل تحت الارض، ويتلقى تعليمات من خارج الاردن، حتى اذا ماكشفت بعض خلاياه، كما حدث هذا الأسبوع، او اذا ما كشف بعض افراده كما حدث في عملية البحر الميت، قبل أشهر، سارع التنظبم المعلن للجماعة،وهو التنظيم المنحل قانونا ب إلى القول انها اعمال فردية، وهو قول وتبرير غير منطقي من تنظيم حديدي، يربي افراده على السمع والطاعة في المنشط والمكره، او انه قول يدل على انشقاقات حادة وصراعات غير معلنة داخل صف التنظيم لايجوز ان ينعكس اثره على استقرار الاردن وأمنه، وفي كل الأحوال يتحمل التنظيم المعلن مسؤوليته، ونتائج عدم قدرته على ضبط سلوك افراده. نقول هذا رغم عدم ايماننا بتبرير جماعة الإخوان المسلمين بان ماحدث هو تصرف فردي، فالمتورطين ليسوا حديثي عهد بالجماعة، فكلهم من منتسبي الجماعة العاملين في صفوفها منذ عشرات السنين بل ان احدهم عضوا في الجماعة منذ نصف قرن، فقد قال انه انتظم في صفوفها منذ عام 1975،ووصل فيها الى اعلى هيئة قياديه لدورتين، هو مجلس شورى الجماعة، الذي يفرز مراقبها العام ومكتبها التنفيذي، ويراقب ادائهما ويحاسبهماٍ، وهذا المتورط هو المسؤول المباشر عن التنظيم في واحدة من اهم مناطق نفوذ الجماعة وحزبها وحضورهما هي محافظة الزرقاء. فكيف نفسر ماقام به على انه عمل فردي؟!. رغم انه قال انه جرى حديث حول دورات أمنية وتم تكليفه باختيار من سيخضعون لهذه الدورات.
ومن المتورطين ايضا نقباءاسر، اي انهم في رتبة تنظمية متقدمة،فنقيب الأسرة الإخوانية، هو المسؤول عن تثقيف اعضائها وايصال التعليمات لهم ومتابعة تنفيذهم لها، فكيف يكون ذلك كله تصوف فردي، وهل تعتقد الجماعة ان الاردنيين بهذه السذاجة لينطلي عليهم هذا الخطاب؟.
غير ازدواجبة التنظيم عند الإخوان، فإن لديهم ازدواجية في الخطاب، فبعض صقورهم الذين لا سقوف لخطابهم في المسيرات، والاعتصامات، والمهرجانات الخطاببة، بل وتحت قبة البرلمان، هم أنفسهم الذين يتخافتون إلى منازل ومكاتب بعض المسؤولين فيحدثونهم خطاب متدني السقف ويرجونهم تأمين لقاءات لهم مع مرجعيات في الدولة الاردنية، في واحدة من ابشع الازدواجية في الخطاب والممارسة والموقف، لابجوز ان تنعكس على استقرار الاردن و امنه، وتسويقها على الاردنبين بأنها تصرفات فردية فتلك بضاعة مزجاه كبضاعة اخوة يوسف الذين غدروه.