الفوسفات… مفهوم التفويض والمساءلة

كتب سلطان الحطاب –
كنتُ على متن الطائرة في رحلة قصيرة، جاءت المضيفة بعد الإقلاع مباشرة، وقالت لماذا انت صامت (صافن) هل تريد شيئاً؟ قلت هارب من الأخبار، وما يبث، ومع ذلك أسرعت لتضع صحفاً ومجلات أمامي.
تناولت جريدة يومية، وكان خبرا على صفحتها الأولى تتمته في الداخل.
قرأت نتائج نوعية لأعمال الشركة للعام 2024، وفي السطر الذي يليه الموافقة على زيادة رأسمال الشركة من 247.500 مليون الى 300 مليون دينار، وعناوين آخرى عن مجلس الإدارة وتقريره والمصادقة عليه، وكذلك تقرير مدققي الحسابات، كنت تجاوزت قراءة العنوان، فعدت اليه وإذا المعني هي شركة مناجم الفوسفات، فتوقفت وبدأت اقرأ، فقد كنت دائماً ومنذ استعادت الشركة عافيتها قبل سنوات، أتابع كيف استطاعت أن تعاود الوصول الى ما وصلت عليه من نتائج لافتة تجاوزت ارباحها المليار دولار قبل سنتين.
باختصار الشركة في قمة عافيتها، من حيث الميزانية والحسابات والأرباح عن السنة 2024، فقد وزعت أرباحاً نقدية بنسبة 160% من القيمة الأسمية للسهم وهو رقم عالِ.
كما قررت هيئتها العامة الموافقة على توصية مجلس الإدارة زيادة رأس مال الشركة للرقم الذي ذكرته حين رسملت ما مقداره 52.5 مليون دينار من رصيد الأرباح المدورة والتي تشكل مانسبته 21.21% من رأس المال وتوزيعها كأسهم مجانية، جعلنا نقول مرة أخرى، نيال من له مربط عنز في الفوسفات، ايّ من له أسهماً، فقد دأبت الشركة على الأرباح في السنوات الأخيرة بعد السنوات العجاف التي تنذكر وما تنعاد.
بحضور الرئيس التنفيذي المهندس عبد الوهاب الرواد وكامل اعضاء مجلس الإدارة ومراقب الشركات، وخلال الاجتماع، (الهيئة العامة)، قال الدكتور محمد ذنيبات، رئيس مجلس الإدارة، أن مسيرة العطاء للإنجاز في الشركة تتواصل وأنها بجهود ابنائها تغلبت على كل التحديات التي واجهتها عبر مسيرتها التي خلت.
الميزة ان الشركة اعتمدت العمل المؤسسي الصارم ورسخته والقائم على ما اسماه رئيس المجلس، التفويض والمسائلة، وفق نهج إصلاحي للحاكمية الرشيدة، ولهذا نجحت في إنجاز خطتها الاستراتيجية للعام 2024، في زيادة كميات الانتاج والمبيعات وتحسين الجودة وفتح أسواق جديدة.
ولذلك حصلت على جوائز عديدة محلية وإقليمية وعالمية، وأبرزها جائرة الملك عبد الله الثاني للتميز، كأول شركة أردنية في قطاع التعدين تحصل عليها من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة من فئة الأربع نجوم، وعلى جائزة الفجيرة العالمية لأفضل شركة تعدين مستدام، وجائزة التميز من الاتحاد العالمي للأعمال في الولايات المتحدة، والميدالية الذهبية للتميز الصناعي، وهذا الحصاد الوفير من الجوائز ما كان له أن يكون لولا ما بذلته الإدارة الكفؤة وفريق العمل الذي يشمل كل المهندسين والفنيين وسواعد الأردنيين الذين عملوا بتفاني لتكون الشركة على ما هي عليه.
لفت انتباهي حجم الأرباح الصافية بعد الضريبة والتي حققتها الفوسفات وهي 463 مليون دينار، وفي سياقه ارتفعت حقوق الملكية الى ما يزيد عن 133 مليون دينار.
أما المبيعات، فقد توقف عندها رئيس المجلس، وقال، أنها كانت اقتربت من ملياري دولار وتحديداً 1.99 مليار، أما مساهمة الفوسفات في دعم الخزينة فقد بلغت 194 مليون دينار، وقد وصل مجموع ما دفع للخزينة بشكل مباشر وغير مباشر الى 382 مليون دينار.
وهناك مشاريع كبيرة ومتعددة، جاء عليها حديث رئيس المجلس، وأوردها تقرير مجلس الإدارة
، ويطول الحديث عنها وفيها الجديد والواعد وبعضها ستكون نتائجه لافتة في السنوات القادمة وخاصة مع رفع الطاقة الانتاجية للمجمع الصناعي لتبلغ كلفة ذلك 90 مليون دولار، وتوسيع مصنع الشركة الهندية الأردنية للكيماويات، وقد وضع حجر الأساس بحضور رئيس الوزراء، والتوسعة هذه كلفتها 250 مليون دولار، وستزيد المبيعات ب 160 مليون دولار.
ما زالت الفوسفات بخير، محافظة على ريادتها ورافعة أكبر سارية للعلم ومحتفية بها رمزاً لإنجاز فيه راحة وتفاؤل وعزيمة على المضي للأمام