زياد الرفاتي يكتب.. ترمب أول 100 يوم من ولايته الرئاسية صخب وتوقيع أوامر تنفيذية وماذا فعل اقتصاديا حتى الآن؟

صادف في التاسع والعشرين من نيسان مرور 100 يوم على تولى الرئيس الأميركي الحكم في البيت الأبيض .

وقد تميزت تلك الفترة بصخب وتوقيع أوامر تنفيذية والعودة عنها أو تعليقها واضطراب غير مسبوقة وتوترات تجارية مع الشركاء الرئيسيين ومعظم دول العالم ، ورفع شعار ” لنجعل أميركا عظيمة مجددا ” .

وكان الحدث الأبرز في تلك الفترة فرض الرسوم الجمركية الأميركية ، وحسب التحليلات الاقتصادية فان الحرب التجارية التي بدأها ترمب من خلال الرسوم كانت أشبه بفتح ثغرات في جسد النظام الاقتصادي العالمي ، واضعاف سلاسل التوريد ، واجبار الدول على اعادة التفكير في مواقفها النقدية والمالية ، والتمهيد لتحول جذري لتحويل الدولار الى عملة رقمية بالكامل ، والنظام العالمي الجديد يستخدم ترمب وغيره لتحريك العالم نحو نظام نقدي عالمي موحد رقمي بالكامل يسهل السيطرة لهم على الاقتصادات المحلية وتمهيد لصدمة كبرى بما فعله الرئيس الأسبق نيكسون في 1971 عندما فاجأ العالم بفك ارتبلط الدولار بالذهب وأصبحت العملة الأمريكية الوحيدة في العالم غير مغطاة بالذهب ، لكنها هذه المرة ستكون ” صدمة ترمب ” بابتكار الدولار الرقمي ليصبح الدولار العملة الرقمية المركزية وستختفي النقود الرقمية تدريجيا ، وسيدخل العالم في مرحلة من الرقابة المالية غير المسبوقة والمرصودة يقيد الشعوب تحت نظر النظام المالي العالمي بطريقة أكثر احكاما مما فعله الذهب أو حتى الدولار الورقي .

وقد أشار وزير الخزانة الأميركي الثلاثاء أن اضطراب الأسواق الناتج عن الرسوم الجمركية لا يعد بالضرورة مؤشرا على فقدان التقة بالدولار أو الاقتصاد الأميركي وهو مجرد ضجيج مؤقت ، والرئيس ترمب سيكون منخرطا يشكل مباشر في ايرام صفقات تجارية مع 18 شريكا تجاريا رئيسيا باستثناء الصين ، والوضع الحالي غير قابل للاستمرار بالنسبة للصين ويتوقع أن تبادر بالتواصل مع الولايات المتحدة بشأن ملف التجارة .

وفيما يلي أبرز الأحداث في المئة يوم من رئاسة ترمب :-

1-أسرع رئيس أميركي في توقيع القرارات ، حيث وقع على 140 أمرا تنفيذيا وفرض 9 حالات طوارئ ، وأقر ترحيل المهاجرين غير النظاميين الذي رفع كلفة الأيدي العاملة ، والبدء ببناء جدار عازل على الحدود مع المكسيك .

2-تراجع شعبية ونسبة تأييد ترمب بين الأميركيين عند 42% فقط وهي أقل شعبية لرئيس أميركي منذ الحرب العالمية الثانية وأدنى نسبة مقارنة مع الرؤساء السابقين خلال فترة المئة يوم مقابل 47% في نهاية شباط و45% في نهاية أذار ، وكان موقف الأميركيين من ادارة ترمب 66% من المستطلعين أفادوا أنها فوضوية ، 59% مخيفة ، 42% مثيرة .

وفق نتائج استطلاعات رأي أجرتها صحف أمريكية .

وعلق ترمب على نتائج الاستطلاعات ، بأنه يجب التحقيق في استطلاعات الرأي المزيفة التي تظهر انخفاض نسب تأييده و وسائل الاعلام الكاذبة لم تستطلع أراء من أنتخبوه بل استطلعوا المعارضين من الديموقراطيين .

وشهدت فترة المئة يوم من ولايته الثانية نشاطا متزايدا لترمب عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث كتب نحو 6 الاف كلمة على المنصات مقارنة مع نحو أربعة الاف للفترة المماثلة من ولايته الأولى .

3-احتفل الأربعاء في ولاية ميشيغن بالمئة يوم في الحكم ، وهي ولايته الذي يتمتع بالشعبية فيها وتشتهر بتركز صناعة السيارات فيها .

وقد خاطبهم بأنه نفذ وعوده الاقتصادية وأنجز الكثير في الاقتصاد خلال 100 يوما الماضية وأن أثر سياساته يحتاج للصبر ، وحقق نجاحا في تاريخ الولايات المتحدة وكانت افضل انطلاقة لرئيس أمريكي وهذه البداية فقط وما رأيتموه حتى الان لا يقارن بما هو قادم ولم تروا شيئا بعد ، وأسبوعا بعد أسبوع نوقف الهجرة غير النظامية وسنستعيد وظائفنا ونحمي العمال الأميركيين .

وحسب محللون ، فقد ذهب الى تلك الولاية ليطلب الوقت حيث 100 يوم غير كافية ليلمس المواطن أثر سياساته وقراراته ، لكن الأميركي لم يلمس أثار ايجابية على حياته المعيشية والتضخم والأسعار والفائدة وسوق العمل وسط تباين حصيلة الانجازات الاقتصادية في أول 100 يوم له بالرئاسة وقد سيطر ملف التجارة والرسوم الجمركية عليها .

ويقول فريق ترمب أن بداية الرئيس أسطورية .

4-مختصر الصورة وحسب ترمب ، فانه في الولاية الأولى كان يدير الولايات المتحدة وفي الولاية الثانية يدير الولايات المتحدة والعالم .

5-اعلان حرب الرسوم الجمركية مع العالم وكانت المفاجأة الأكبر في أول 100 يوم لتوليه الرئاسة ” والتعرفات الجمركية ” أفضل كلمة لترمب في القاموس التي قلبت موازين التجارة عالميا ، وواشنطن تنتظر الخطوة الأولى من بكين لتهدئة الحرب التجارية ، وقد وصف ترمب نفسه بأنه “الشخص المختار ” لمواجهةالصين والتحدث معها ونريد منها أن تتعامل معنا بعدالة .

6-تصاعد احتمالات ركود الاقتصادين الأميركي والعالمي بسبب رسوم ترمب .

7-تحذير صندوق النقد الدولي الأربعاء من أن رسوم ترمب تزيد من حجم الدين العام العالمي الى مستويات غير مسبوقة وتهدد بأزمة ديون عالمية ، وتأثير الأزمة يتجاوز الحكومات والبنوك الى الاقتصادات النامية والأسر بسبب فقدان الوظائف وارتفاع أسعار السلع الأساسية .

ووفق وكالة رويترز فان معظم نمو الدين العام يتركز في الاقتصادات الكبرى حيث تشهد ثلث الدول الأعضاء في الصندوق البالغ عددهم 191 دولة نموا في ديونها بوتيرة أسرع مما كانت عليه قبل جائحة كورونا ، وتمثل هذه الدول نحو 80% من الناتج المحلي الاجمالي العالمي

8-هز الأسواق المالية وتقلبات غير مسبوقة منذ أزمة كورونا ، وتكبدت الأسهم الأميركية في أول 100 يوم لترمب أسوأ خسائر في فترة مماثلة منذ السبعينيات وتراجعت المؤشرات الأميركية بشكل كبير .

9-شهد سوق سندات الخزانة الأميركية عمليات بيع حادة في المئة يوم ، ويبلغ حجم السوق 29 تريليون دولار ويفوق حجم الاقتصاد الأميركي البالغ نحو 27 تريليون دولار .

10- تجاوز مكاسب سعر الذهب نسبة 22% خلال أول 100 يوم من رئاسة ترمب .

11- تراجع الدولار محققا أكبر خسارة منذ عقود وبنسبة 9% ، وفك العلاقة الطردية مع عوائد السندات ولم تعد فعالة .

12- مواصلة النفط انخفاضه بتأثير حرب ترمب التجارية على توقعات الطلب .

13- أصول خيبت التوقعات رغم عودة ترمب الى الحكم ومنذ تنصيبه في العشرين من كانون الثاني الماضي

واهتزاز ثقة المستثمرين في الأصول الدولارية الأميركية ، وقد تراجع سهم شركة تسلا بنسبة (33%) وأسهم الشركات المالية (8%) والبيتكوين (9%) بالرغم من الامال المعقودة التي سبقت تنصيبه والتوقعات على استمرار اتجاهه الصعودي بعد التنصيب ، والدولار (9%) مسجلا أسوأ تراجع في أول 100 يوم من الرئاسة الأميركية منذ 1973.

14- قيام شركات مصنعة للسيارات الأميركية والألمانية بخفض توقعاتها لعام 2025 بأكمله بسبب رسوم ترمب وضعف الطلب الصيني .

15- تراجع ثقة المستهلك الأميركي في نهاية نيسان للشهر الخامس على التوالي .

16- رئاسة ترمب الثانية هزت ثقة المستثمرين بالاقتصاد الأميركي وفق خبراء اقتصاد والثقة تعود في حال العودة عن سياساته التجارية التقليدية ، ويدافع عن قراراته الاقتصادية وبعمل على تنفيذ الكثير من الوعود التي قطعها خلال الحملة الانتخابية .

17- ملفات صعبة لم تحل مثل غزة وأوكرانيا والمفاوضات مع ايران والصين .

وكان قد وعد الناخبين العرب المقيمين في الولايات المتحدة أثناء الحملة الانتخابية بانهاء حرب غزة وأرسل مبعوثه وأوقف الحرب بهدنة مؤقتة انهارت وأعيد استئنافها ولم يعد بعد ذلك الى المنطقة وربما زيارته المقبلة اليها يتوصل الى حل بهدنة طويلة ، وأعلن ترمب عن رغبته في امتلاك غزة وتحويلها الى ريقييرا الشرق الأوسط .

ووعد بانهاء حرب أوكرانيا خلال 24 ساعة بمكالمة هاتفية مع الرئيس بوتين وأدرك أن الصراع عميق ولن ينتهي في 24 ساعة كما وعد ، وقوله الثلاثاء أن أوكرانيا ستتعرض للهزيمة قريبا جدا وستنسحب واشنطن من الوساطة بين روسيا وأوكرانيا اذا لم يحرز أي تقدم حيث يبذل جهودا حثيثة لانهائها .

وهدد ايران عسكريا ثم جلس معها على الطاولة للتفاوض وأعاد طهران للحوار وهو الذي انسحب من الاتفاق النووي في 2018 ويريد اتفاقا جديدا في 2025 وبين تفاوض وحرب فان ايران أمام خيارات ثقيلة وأولويتها رفع العقوبات ، مع اعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن أي اتفاق مع ايران يجب أن يتيح للوكالة القدرة على مراقبته والا يبقى غير مكتملا و حبرا على ورق .

وأربك جماعة الحوثي في اليمن من خلال الضربات الجوية والحد من تهديد الملاحة في البحر الأحمر وتخفيض عمليات اطلاق الصواريخ والمسيرات الحوثية .

18- بدأ باغلاق مؤسسات حكومية لمنع الهدر المالي وتقليص حجم الحكومة وأعداد الموظفين والمعونات ، ووصل عدد الموظفين الحكوميين المسرحين نحو 200ألف ، ويريد اغلاق وزارة التعليم واعادة شؤون التعليم الى الحكومات المحلية للولايات .

19- تحذير بنك HSBC البريطاني من تأثير محتمل على طلب القروض وجودة الائتمان في المملكة المتحدة وسط حالة عدم اليقين والحرب التجارية .