التطورات السياسيه في المنطقه وبيئه الاستثمار
بقلم المحامي الدكتور عمر الخطابيه
دكتوراه بالقانون العام
ما حدث بالايام القلائل احدث ضجيجا عالميا بدأ من دول الخليج العربي وانتهاءا بسوريا ، اظهرت تطورات اقتصاديه وتوجهات ابعد نظرا من التحليلات التي انطلقت من هنا وهناك كما اظهرت ان الرؤيه الخليجيه تجاوزت المشاريع الاقتصاديه داخليا ، لتصبح اقليميا ودوليا ، ففي الصفقه التي تمت على يد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برفع العقوبات الامريكيه عن سوريا ، سجلت السعوديه سبقا مهمها تجاه اعاده اعمار سوريا، وعززت تعاونا عربيا كان ملاحقا في السنوات السابقه ، بل لم يكن مسموحا ، وهذا سيعطي الاولويه للقطاع الخاص السعودي بالاستثمار في سوريا وتطوير مشاريعها ، والذي يتابع الاستثمارات الخليجيه في العالم الخارجي في اوربا وامريكا يجد ان الاستثمار الخليجي الذي تم تحميله لترامب تحت مسميات كثيره هو بالنتيجه استثمار حقيقي لرؤوس الاموال الخليجيه في مجالات استثمار منتجه من الناحيتين الاقتصاديه والسياسيه ، فتعامل الخليج مع هوس ترامب وطمعه بالمال بفتح مجالات استثمار حقيقيه داخل امريكا التي تشكل سله ضخمه للاستثمار .
والملفت للنظر صفقه الطائرات القطريه التي بلغت ١٦٠ طائره جديده للخطوط الجويه القطريه تعني انها ستعزز ١٦٠ جهه اتصال للخطوط الجويه طويله المسافات ، من يسافر ويرى تلك الجهات التي تصلها الخطوط الجويه القطريه يدرك تماما ان هذه الصفقه ليست بذخا ولا هديه بل هي صفقه جديه ستجعل من الخطوط الجويه القطريه شبكه الاتصال الحقيقيه بين العالم ، بل وستجعل من الخطوط الجويه القطريه نموذجا للطيران الذي يتجاوز محطه المصدر الى وجود محطات مستقله اقليميه في كل قاره من قارات العالم .
واعتقد جازما ان الاستثمارات الاماراتيه تتسابق مع الزمن لتضع اسس جديده تحت مسمى دعم الاستثمارات الحقيقه لها بعد نجاحها محليا مستغله هذه النظرات الطامعة .
وهكذا تكون دول الخليج قد اسست لدور بارز في اعاده الاعمار بالمنطقه بدفعات ترضيه لعشر سنين للطامعين و ستجني مئات المليارات بطريقه جديده وذكيه .
واعتقد جازما ان على الدوله الاردنيه ان تلتقط الرساله جيدا بانها مستفيد حقيقي من ذلك اذا طورت من بناها التحتيه وادواتها الاقتصاديه خاصه وان الاردن هي الجار الملاصق للسعوديه ودول الخليج وسوريا والعراق وفلسطين وهذا لن يكون الا باطلاق يد المقاول والتاجر الاردني ، والانفاق الجاد الباذخ خلال الخمس سنوات القادمه على البنيه التحتيه ونظم تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعي والطاقه المتجدده والصخر الزيتي ، وتطوير القوى البشريه ، واعاده النظر بطرق تاسيس الشركات في الاردن ورفع مستوى نظمها واعاده النظر بانشاء الشركات المساهمه العامه مع الحفاظ على مباديء واضحه لشفافيتها ونظم ادارتها والوسائل البديله مع رساله واضحه باننا ان لم نستغل الفرصه فلن يسمح لنا الجوار بالتلكأ مطلقا لانه اصبح لديه بدائل مجربه وقادره اسيويا وغربيا