مستقبل العقبة في عهد المجالي ماجد القرعان

قرَّر مجلس الوزراء قبول استقالة رئيس مجلس مفوَّضي سُلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف حميدي الفايز، وتعيين شادي المجالي رئيساً لمجلس المفوَّضين.

مضى على انشاء منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نحو 23 عاما انفاذا لتوجيهات ملكية سامية بهدف تعزيز النشاط الاقتصادي والارتقاء بالمستوى المعيشي ضمن إطار من التنمية المستدامة لدعم الاقتصاد الوطني للمملكة ومنذ تأسيسها وحتى تاريخ تعيين المجالي رئيسا لمجلس المفوضين تولى رئاسة المجلس 12 شخصية هم على التوالي كل من محمد الكلالده وعقل بلتاجي ونادر الذهبي وحسني أبو غيدا ومحمد صقر وعيسى ايوب وناصر مدادحه وكامل محادين وهاني الملقي وناصر الشريدة ونايف البخيت ونايف الفايز .

التعيين في المناصب الرفيعة والهامة ما زال بالنسبة للعامة يكتنفه الغموض حيث لا اسس واضحة والحديث ان للوساطة في اغلب الأحيان دور رئيس وهو ما نلمسه في تدوير العديد من الشخصيات على المناصب ( وزير ، عين ، رئيس مجلس ادارة او عضو مجلس وغيره ) ما يوحي ان الأردن عقيم وان الكفاءات محصورة بعائلات بعينها وجينات نادرة ولا مكان للكادحين والعصاميين وزد على ذلك ظاهرة توريث المناصب التي استشرت في السنوات الأخيرة .

بالنسبة للرئيس الجديد شادي المجالي فهو أولا نجل طيب الذكر المغفور له بإذن الله رئيس الوزراء الأسبق عبد السلام المجالي الذي رحل تاركا اسهامات جليلة عديدة في مسيرة الدولة الأردنية ولا اعتقد ان ذلك سببا رئيسيا وراء تعيينه كون سيرته ومسيرته الوظيفية والعملية بالنسبة للعقبة على وجه الخصوص تدعم توليه هذا المنصب .

فالمجالي يتملك خبرة واسعة في القطاعين العام والخاص تزيد عن 25 عام، حيث تقلد مناصب عديدة ترأس من خلالها العديد من الشركات الرائدة، والتي من ضمنها شركات ومؤسسات ذات علاقة بمنطقة العقبة حيث سبق وتولى منصب الرئيس التنفيذي في شركة تطوير العقبة الذراع التطويري والإستثماري لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ونائب رئيس مجلس ادارتها والمدير العام لشركة سرايا العقبة ومفوض الإيرادات والجمارك في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة (ASEZA) والرئيس التنفيذي لمشروع Tala Bay السياحي العقاري .

والمجالي من مواليد عام 1962 حاصل على بكالوريوس في الرياضيات والعلوم العسكرية من جامعة سيتيدال العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية وماجستير في هندسة البرمجيات من جامعة جورج واشنطن الامريكية. وقد عمل بعد تخرجه كضابط في القوات المسلحة الأردنية.

وعودة على بدء بالنسبة للاهدف المرجوة من انشاء سلطة العقبة وفق رؤية جلالة الملك والتي تمثلت في تطوير الاقتصاد الوطني ليكون مزدهراً ومنفتحاً على الأسواق الإقليمية والعالمية والمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي بمفهومه الشامل إلى جانب المساهمة في الحفاظ على البيئة الأردنية وحمايتها من التلوث، واعتماد السياسات التي تحقق التوازن بين الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة وأن يكون للأردن مرافق وبنى تحتية ذات كفاءة ومردود عالي فالواقع الملموس بالنسبة لسكان العقبة والمراقبين بوجه العام انه وبعد 23 عاما على انشاء السلطة فإن الإنجازات متواضعة جدا وهنالك معاناة في تعامل المواطنيين والمستثمرين على حد سواء مع العديد من قيادات الصف الثاني لعوامل عديدة منها تعيينات الترضية وعدم وضع الشخص المناسب في المنصب المناسب وفوقية تعامل البعض منهم والتي بتقديري يتحمل مسؤوليتها الجهات الرقابية من جهة وقيادة السلطة بصورة رئيسية ولا يعني ذلك انكار العديد من الإنجازات التي تحققت في عهد الرؤساء السابقين لكن والحق يُقال ان غالبية الناس تردد الى اليوم ( العقبة ) يوم تولى رئاسة السلطة المغفور له بإذن الله عقل بلتاجي .

شخصيا متفائل جدا بتعيين المجالي وأقولها ” بملء الفيه” أعانك الله على هذه المسؤولية فثغر الأردن الباسم يستحق الكثير الكثير ليتم اعادة ترتيب الأوراق والأدوار وفقا للكفاءات .

قبل اشهر قليلة زرت العقبة لأعداد تقارير صحفية وخلال ثلاثة ايام من مكوثي وقفت على مجموعة من القضايا العامة وبدون مبالغة عانيت الأمرين لمقابلة كبار المسؤولين فيها دون فائدة وتمكنت فقط من مقابلة مسؤول واحد فقط ولا اكتم سراً ان احد الأسباب التي حالت دون مقابلة بعض المسؤولين اشخاص يعملون مستشارين اعلاميين وقال لي احد المطلعين على خفايا الأمور بعد أن أقسم بالله: “والله سهل ألف مرة أن تقابل سيدنا أو سمو ولي العهد من أن تقابل المسؤول فلان أو علان”، وزاد متسائلا: “ ألا يوجد من يتابعهم ويقيم أعمالهم و (يدقق على سواليفهم)؟”.