منذ انطلاقتها في الكويت عام 1983 تحت اسم “شركة الاتصالات المتنقلة”، أثبتت مجموعة زين قدرتها على التحول من مشغل محلي بسيط إلى واحدة من كبرى شركات الاتصالات في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تخدم اليوم أكثر من 50 مليون مشترك في عدة دول عربية، من بينها السعودية والعراق والبحرين والسودان، ولا سيما الأردن التي أصبحت مركزاً حيوياً في مسيرتها الإقليمية.
شهدت مجموعة زين توسعات استراتيجية منذ مطلع الألفية، حيث نجحت في الاستحواذ على عدد من الشركات في إفريقيا والشرق الأوسط، مما عزز من مكانتها كمشغل اتصالات رائد. ومع تطور قطاع الاتصالات، انتقلت زين من كونها مزوداً لللخدمة فقط إلى شركة رقمية متكاملة، إذ أطلقت منصات حديثة مثل Zain Cash، وZain Esports، وZain Cloud، مساهمة في تشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة.
في المملكة الأردنية، برزت زين الأردن كأحد الأعمدة الراسخة لقطاع الاتصالات، حيث لعبت دوراً محورياً في الاقتصاد الوطني، ليس فقط من خلال خدمات الاتصالات، بل أيضاً عبر استثماراتها المتواصلة في البنية التحتية الرقمية، وتمكين الشباب، ودعم الابتكار.
أطلقت زين الأردن منصة ZINC لريادة الأعمال، التي أصبحت بيئة حاضنة للمبدعين والمشاريع الناشئة، مقدمة موارد تقنية واستشارية لتعزيز الأفكار الخلاقة. كما أسهمت في توسيع آفاق الشمول المالي عبر “Zain Cash”، والتي سهلت إجراء المعاملات المالية للأفراد والشركات، خاصة في المناطق البعيدة عن الخدمات المصرفية التقليدية.
تمتد مساهمات زين الأردن إلى تعزيز الاقتصاد الرقمي وتوفير فرص العمل، إذ توظف الشركة آلاف الأردنيين بشكل مباشر وغير مباشر. وتُعتبر زين شريكاً رئيسياً في التحول الرقمي الحكومي، وتحديث الخدمات العامة، والمساهمة في تطوير قطاع التعليم من خلال مبادرات التعليم الإلكتروني والتقنيات الذكية.
كما تُعد من أكبر دافعي الضرائب في قطاع الاتصالات، ولها دور بارز في دعم الاقتصاد الوطني عبر الاستثمارات المستمرة في البنية التحتية لشبكات الجيل الرابع والخامس، مما يسهم في تحسين بيئة الأعمال وزيادة القدرة التنافسية للأردن في السوق الرقمية.
لم تغفل زين عن مسؤوليتها المجتمعية، حيث تبنت سياسات استدامة تهدف إلى تقليل الأثر البيئي، ودعمت مبادرات في التعليم والصحة والبيئة. وتوجت هذه الجهود بالحصول على جوائز إقليمية ودولية، منها جائزة “أفضل مشغل اتصالات في الشرق الأوسط” وجائزة “الابتكار الرقمي”.
اليوم، تُعد زين نموذجاً ملهماً لشركة عربية جمعت بين الابتكار والنمو والمسؤولية، واستطاعت أن ترسخ اسمها كمساهم رئيسي في بناء اقتصادات رقمية حديثة، وفي مقدمتها الاقتصاد الأردني الذي يشهد بجهودها في التحول الرقمي والتنمية المستدامة.