جواد العمري ……
بداية أقول بأن الإعلامي ليس من اختصاص نقابة الصحفيين تصنيفه بأنه منتحل لهذه الصفة أو أنه يستحقها، ومناسبة الحديث هو ما ورد في بيان النقابة مؤخرا ” وأعلن المجلس عزمه اتخاذ إجراءات قانونية حازمة بحق من ينتحل صفة الصحفي أو الإعلامي عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي في إطار حماية هيبة المهنة وتنظيم ممارستها وفقًا لأحكام القانون”.
أسأل أولا الزملاء الأفاضل أعضاء مجلس النقابة، أي قانون الذي تتحدثون وفقا لأحكامه؟ وأي مادة في قانون النقابة تحكم ذلك؟ وهل ورد تعريف الإعلامي في القانون لديكم ؟
النقابة، ولا اتحدث عن مجلسها الحالي، أو أي مجلس بعينه، وإنما عن تاريخ لا يرضي صديق، أدى لأن يتبوأ الأردن درجات دنيا في مقاييس الإعلام والحريات، وبالتوازي حقق منتسبوا المهنة سمعة رائجة للأردن في مجال العمل الإعلامي خارج الدولة، وهم بالطبع إعلاميون لا ينطبق عليهم تعريف النقابة للصحفي.
كنت في لقاءات تلفزيونية أختار لقب إعلامي، ذلك انني قضيت ٣٧ عاما في هذا القطاع، واختار اللقب حتى لا أدخل تحت طائلة مساءلة النقابة وأتهم بانتحال صفة الصحفي الواردة في تعريفاتهم.
أهم ما ميز النقابة على مر العصور هو الاستجابة المتأخرة والمميتة للتطورات في مجال الإعلام، فقد كان قانونها يقتصر على عضوية العاملين في الصحافة المطبوعة، ثم أدخل في عضويتها وكالة الانباء الأردنية، وبعد عقود من تطور العمل الإعلامي أدخل إلى عضويتها العاملون في مهن التحرير في الإذاعة والتلفزيون الأردني، مع العلم أن الإذاعة الأردنية تأسست قبل النقابة بسبع سنوات، وهي أقدم من كل الصحف.
بعد ذلك بسنوات تم إدخال المواقع الالكترونية إلى مظلة النقابة، وزحفت النقابة لاحتلالها بطريقة غير لطيفة، إذ أصبح ترخيص المواقع يتطلب تعيين رئيس تحرير لها أمضى ٤ سنوات في عضوية النقابة، أي اننا اعترفنا بالمواقع واشترطنا السيطرة عليها من قبل الأعضاء الذين لم يسبق لهم العمل في المواقع، ولا خبرة لديهم في متطلباتها المهنية.
لن أتحدث عن نفسي ولا أريد عضوية النقابة، ولكن أقول ألا تستحق صحفية دولية مثل لميس اندوني عضوية النقابة؟ ألا تستحق منتهى الرمحي، وجد وقفي، سمير خضر، الفرد عصفور، وعشرات من الإعلاميين الأردنيين الذين أثروا ساحة الإعلام العربي لقب إعلامي إلا بتصنيف من النقابة التي زهدت في عضويتهم منذ البداية.
اصدقائي وأحبابي في مجلس النقابة، لا تدخلوا ساحة الإعلاميين، إلا بعد أن تقدموا قانونا عصريا يليق بالصحافة والإعلام، ويستوعب التطورات، ويجمع الكفاءات تحت مظلته، وإلا فأكملوا الطريق بعثراتها، واتركوا للإعلاميين ساحتهم، لعلهم ينشئون نقابة شقيقة لنقابتكم تجمع شتاتهم وتطور مساحتهم الرحبة وتضبط عملهم.
وهنا أشيد بالدراسة العلمية التي نشرها الصديق الدكتور خليل النظامي ، وأدعوا المجلس للاستفادة منها.
والله من وراء القصد
الإعلامي جواد العمري.