فزعة العلم.. تباً للمنتقدين فايز شبيكات الدعجه

كانت فزعة العلم على الشكل الذي كان ، فزعة عفوية عارمة يمكن القياس عليها في رد فعل الأردنيين على كل محاولة تمس كيانهم وثوابتهم الوطنية الراسخة، وشكلت بمجملها رسالة تحذيرية صارمة بعدم اللعب على أوتار الفتنه وتعكير صفو الأمن .
لكن عدم انفراج زاوية النظر دفع البعض بحسن أو بسوء نية إلى انتقاد هذه الانتفاضة والانتقاص من قيمتها، ووصمها بالتسرع والتعجل وغياب مبدأ التريث لحين ظهور الحقيقة أثناء أن كانت حادثة إنزال العلم قيد التحقيق . فتباً لهم وتب.
طالب هؤلاء بفرض حالة من الصمت إزاء إسقاط العلم في البث الذي شاهده بوضوح القاصي والداني، متناسين أو متجاهلين حقيقة أن الحادث بحد ذاته حادث جلل بغض النظر عن الأسباب والدوافع وهوية المنفذين، ذلك أن المسألة مرفوضة ومدانة ابتداءً منذ لحظة وقوعها، ولا يتحمل رد الفعل عليها أي تأجيل، أو انتظار لنتائج التحقيق.
لا ينتقص من قيمة الهَبَّه المباركة ما اثبته التحقيق من أن الفاعلين كانوا أحداث من جنسية غير أردنية، وأن ما حدث كان مجرد تصرف صبياني لا يحمل في طياته أبعاد عدوانية أخرى، فذلك لا يهمنا على الإطلاق طالما أننا شاهدنا عملية نزع العلم ورمية على الأرض، وكان من حقنا والحالة هذه َالذهاب في التحليل والتوقعات إلى أبعد مدى وبالطريقة التي عبرنا فيها عن غضبنا استيائنا .
يعلم المنتقدون أن مواقف الأردن الثابتة ضد التطرف والفتن والإرهاب قد جلبت له الأعداء، ويعلمون كذلك كم تعرضت المملكة لاعتداءات آثمة، وأن ثمة من يسعى ليل نهار لزرع الفتنة وإستهداف الأمن، وضرب الاستقرار، ورغم ذلك أمعنوا في معاكسة موجة التيار الوطني للدفاع عن العلم، والأشد أسفا أن بعض المثقفين خاضوا مع الخائضين بالانتقاد والاتهام والتجريح، وكان عليهم دعم صلابه الموقف الشعبي وليس خذلانه عبر منشورات وتعليقات لا تليق بمكانتهم ولا تناسب موقعهم الثقافي والعلمي المعروف، فالمسألة هنا غير خاضعة لتعدد وجهات النظر.