يواصل الكيان الصهيوني عملياته العسكرية في غزة والضفة الغربية، مستندا إلى استراتيجيات تهدف إلى فرض أمر واقع سياسي وأمني.
في غزة، يتبع سياسة الاستهداف المكثف للبنية التحتية، مما يؤدي إلى تدمير شامل للمرافق الحيوية وإضعاف قدرة السكان على مواجهة تداعيات الحرب.
في الضفة الغربية، يتسارع الاستيطان في إطار تكريس السيطرة الميدانية، مدعومًا بإجراءات أمنية مشددة تعزز نفوذ المستوطنين. المسجد الأقصى يشهد تصعيدًا مستمرًا، حيث تهدف الاقتحامات المتكررة إلى فرض واقع جديد يكرّس السيطرة الإسرائيلية على المكان.
الاستجابة الدولية لهذه التطورات تظل محدودة، حيث لم يتم اتخاذ إجراءات عملية تردع السياسات الإسرائيلية.
الفيتو الأمريكي يمنع صدور قرارات ملزمة في مجلس الأمن، فيما تبقى ردود الفعل الأوروبية والإقليمية ضمن نطاق الإدانات الدبلوماسية دون خطوات تصعيدية تؤثر فعليًا على الاحتلال.
التغطية الإعلامية الغربية تعكس التوجهات السياسية لحكوماتها، حيث يتم تبني الرواية الإسرائيلية أو عرض الأحداث بحدود لا تؤثر على المواقف الرسمية.
هذه العوامل مجتمعة تفسر استمرار السياسات الإسرائيلية دون أي ضغط دولي فاعل.
ان استراتيجيات الكيان لا تحقق الاستقرار السياسي أو الأمني، بل تعمّق الأزمة وتزيد من التحديات المستقبلية. ان استمرار التصعيد يؤدي إلى تعزيز المقاومة الفلسطينية بأشكال مختلفة، مع توسع التأييد الشعبي لها كرد فعل على العمليات العسكرية والاستيطان. على المستوى الدولي، تزداد حملات المقاطعة والجهود القانونية لمحاسبة الكيان ، مما يعكس تحولًا تدريجيًا في المواقف رغم بطء التغيير.
داخليًا، تبرز التحديات الاجتماعية والسياسية بسبب انقسامات داخلية حول إدارة الصراع، مما يؤثر على الاستقرار العام للحكومة الإسرائيلية المتطرفة .
المسجد الأقصى يشكل محورًا للصراع، وتحركات الكيان تجاهه تحمل تداعيات تتجاوز الحسابات العسكرية، إذ يرتبط بمحددات سياسية ودينية تؤثر على المشهد الإقليمي. ان عدم تقدير هذه التداعيات يؤدي إلى حسابات خاطئة قد تؤثر على التوازن الاستراتيجي في المنطقة، حيث تبقى احتمالات التصعيد مفتوحة على مستويات مختلفة.
السياسة الأمريكية تجاه الكيان تستمر في دعمها غير المشروط، مما يعكس اعتمادًا طويل الأمد على السردية الصهيونية في تحديد الموقف الدولي. ان هذا النهج يحدّ من قدرة واشنطن على لعب دور الوسيط الفاعل، كما يؤثر على علاقاتها في المنطقة بسبب تزايد الانتقادات لهذا الانحياز. التحليل الاستراتيجي يشير إلى أن التوجهات الأمريكية لا تأخذ بعين الاعتبار التداعيات المستقبلية لهذه السياسة، مما قد يؤدي إلى تراجع النفوذ الأمريكي في قضايا الشرق الأوسط على المدى الطويل.
الكيان الصهيوني يعتمد على التصعيد كأداة سياسية وأمنية، لكنها تواجه تداعيات تؤثر على حساباته المستقبلية. ان غياب الحلول السياسية واستمرار النهج العسكري يضع الاحتلال في مواجهة متغيرات قد تؤدي إلى تحديات أمنية وسياسية أكبر لا يمكن احتواؤها.