عبد الرحمن ابوحاكمة
في عام 2014، خرج أبو محمد الجولاني، زعيم “جبهة النصرة” آنذاك، ليؤكد أن معركته كانت “ضد حلفاء إسرائيل في الشام” — في إشارة إلى النظام السوري، إيران، وحزب الله — معتبرًا أن “عيون الجبهة تتجه نحو الأقصى”.
لكن بعد مرور أكثر من عقد على ذلك التصريح، تغيّر الخطاب كليًا. ففي 2025، وبعد أن أصبح الجولاني “المحرر الشرعي” بحكم الأمر الواقع في الشمال السوري، بدعم واضح من واشنطن، أنقرة، وتل أبيب، قال في مقابلة مع صحيفة Jewish Chronicle ذات التوجه الصهيوني:
“لدينا أعداء مشتركون مع إسرائيل”، مضيفًا: “يمكن أن نصل إلى شراكة أمنية في المستقبل”.
المفارقة أن هذه “الشراكة” لم تعد مجرد حديث إعلامي؛ فقد تجلّت سابقًا في تسليم مقتنيات الجاسوس إيلي كوهين، وسبقها التعاون في ملف جثث الجنود الإسرائيليين.
المشهد يطرح تساؤلات صادمة: هل تحوّلت “المقاومة” إلى مقاولة؟ وهل ما زال هناك من يدافع عن مشروع “التحرير” الذي يقوده الجولاني، رغم كل هذه التحولات؟!