لو لم تكن ثمة مشكلة مجهولة في مسألة الهوية الوطنيه لما تحدث عنها رئيس الوزراء جعفر حسان بكثير من الاختصار والغموض. ليست المرة الأولى ، لقد سبق وأن تحدث في الموضوع شخصيات وطنية وازنه بذات الأسلوب من الضبابية والغموض، وطرحت مرارا وتكرارا في سياق ندوات ومقابلات وفعاليات وطنية مختلفة .لكن هذه المرة كان الطرح رسميا وعلى لسان رئيس الحكومة ليتحول إلى لغز يبعث على المزيد من الإبهام، ويدفع للمطالبه بحقنا في معرفة أين نتجه وما هي تلك المشكله المختبئة، والكشف عن حجمها ومدى تأثيرها وخطورتها على وجه الدقة والتحديد.
وطالما أن الحديث جرى في سياق تربوي وتعليمي فمن غير المقنع الاكتفاء بعبارة (الهوية الأردنية هوية واحدة. علم واحد بهوية واحده) ثم القفز إلى محاور أخرى في خليط التوجيهات والخطط المستقبليه للوزارة.
لماذا تحدث الرئيس هكذا ونحن نعلم أن الهوية الوطنية آمنة متجانسة، استقرت وتوحدت على فهم واحد، ولا تقبل الشك أو علامات الاستفهام.
إذا كان الدافع وراء حديث الرئيس هو ظهور أصوات متناثرة بين الحين والآخر تعبر عن مواقف ناشزة أو اصطفافات خارجية فأنها يجب أن لا تقودنا للبحث في جوهر الهوية وتعكير صفو نقائها والمساس بسلامتها، فلاردنيين رؤيتهم الوطنية المستقرة الموحدة بخصائصها المتجذرة، ويخلو مشهدنا العام من أي مظهر من مظاهر الاغتراب أو تحديات الوجود.
ما الذي يريد انه يقوله الرئيس يا ترى؟ ولماذا هذه التلميحات الملتبسه؟ ، لا بد أن في فمة كلام عن شأن داخلي مقلق مرتبط بثقافة الانتماء والشعور بالولاء والمسؤولية الفردية يخالف القيم والمبادئ والأعراف والممارسات الأردنية الاصيلة.
نتمنى على دولته وقد انتهج نهجا شفافا في إدراة شؤون الحكومة أن يصارحنا بوضوح لما يجري. فلم يعد هنالك سر ما دام انه فتح نصف باب الحديث عن مشكلة في عمق الهوية الوطنية وهو يحاول حلها تربويا وتعليميا.