“أسود الرافدين في بيت النشامى..كرة القدم تجمعنا ولا تفرّقنا” كتب: ثائر الزعبي

في لحظة كروية ينتظرها جمهور الكرة في المنطقة، تتجه الأنظار إلى المواجهة المرتقبة التي ستجمع منتخب النشامى ومنتخب “أسود الرافدين” في عمّان، ضمن الجولة الأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026. إلا أن ما يسبق صافرة البداية هذه المرة، ليس مجرد تحضيرات فنية أو تكتيكية، بل رسالة صادقة نابضة بالمحبة من القلب الأردني إلى القلب العراقي.

أهلاً بمنتخب العراق في أرض الأردن، وأهلاً بالشعب العراقي العزيز الذي طالما تقاسم معنا التاريخ والوجع، الفرح والأمل. أهلاً بهم في وطن لا يضع الحواجز بين الأشقاء، بل يمد لهم ذراعيه بمحبة وأمان.
أهلاً بهم في الأردن، بيت الكرم والمروءة، حيث يجد الزائر صدرًا رحبًا، وقلبًا لا يعرف إلا الوفاء.

إن العلاقة بين الأردن والعراق لا تُختزل في حدود جغرافية، بل هي رواية أخوّة ممتدة، وأواصر لا يمكن أن تمحوها الظروف أو تُضعفها المسافات. وعلى أرض عمّان، لن يكون المنتخب العراقي ضيفاً غريباً، بل بين أهله وناسه، في بيت يعرف معنى الوفاء، ويؤمن أن الرياضة تجمع ولا تفرّق.

وفي ظل قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، يواصل الأردن ترسيخ مكانته كحاضنة عربية تفتح أبوابها لكل من قصدها بالمحبة، وتؤمن أن وحدة الشعوب أقوى من أي خلاف، وأن الرياضة وسيلة لتعزيز الروابط لا اختبارها.

كرة القدم، هذه اللعبة التي نعشقها جميعاً، تمنحنا فرصة لأن نكون أقرب، أن ننتصر للإنسانية قبل النتيجة، وأن نتبادل الرسائل الصامتة بين الجماهير في المدرجات، والهتافات الصادقة التي لا تعرف إلا المحبة.

في هذه المباراة، قد يفوز فريق ويخسر آخر، لكن ما لن يخسره أحد هو هذا الدفء العربي الصافي، الذي يعيد التذكير بأننا شعب واحد في وجه كل ما يفرّق.

مرحباً بأسود الرافدين في بيت النشامى، ومرحباً بالعراق في بيت الكرم الأردني، تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.