مكتوب على الاردن أن يكون موقعه الجغرافي في قلب الأحداث دائما وابدا وهذه الجغرافيا غير معزولة عن محيطها فما يحدث في سوريا أو العراق أو فلسطين بالنهاية ستنعكس آثاره على بلدنا وهو أمر لا نستطيع تغييره.والمحافظة على أمن وسلامة الوطن والشعب هي من أولى الأولويات التي كانت على الدوام الشغل الشاغل لاجهزتنا الأمنية ولجيشنا المصطفوي.
يوم امس عاشت المنطقة حالة خطيرة جدا بعد الاشتباك العسكري بين الكيان الصهيوني وإيران وكالعادة كانت سماء الاردن إحدى ساحات هذا الاشتباك رغم التحذيرات الرسمية بعدم استخدام الأجواء الأردنية في أي عمل عسكري من الطرفين لأن الأردن جاهز أيضا للدفاع عن أرضه وسمائه وحقه في هذا حماية مواطنيه وحرصه على سلامتهم .
وبالمقابل ما هو المطلوب من المواطن الأردني ليكون شريكا للدولة وأجهزتها الأمنية في منع أي خطر يحدق في الوطن وسلامه مواطنيه .
ما رأيناه بالأمس من بعض الحالات أن الاحساس بالخطر ليس خيارا عند البعض بمعنى أنه لا يتعامل مع تحذيرات الأجهزة الأمنية من خطر الشظايا والإجسام المتفجرة بكل مسؤولية والدليل على ذلك ما تابعناه جميعا من بعض المواطنين بالوقوف إلى جانب الأجسام والصواريخ التي سقطت في مناطق متفرقة في المملكة ومنها ما شاهدناه من أحدهم يحمل أسطوانة معدنية ” بقايا صاروخ ” على كتفه وكأنه يحمل ” خردة” فمن المفروض على هؤلاء المواطنين الاستماع لتحذيرات الأجهزة الأمنية ليحافظ على حياته وحياة أفراد أسرته ويترك لأجهزة الدولة القيام بواجبها ” يعني مش اول ما تسمع صفارات الانذار ولا انت طالع ع السطح تتفرج ”
فنحن نقع كما أسلفت في وسط مناطق نزاع وصراع وإقليم ملتهب ومن الطبيعي أن يشملنا الخطر ومن الطبيعي أن تبذل أجهزة الدولة جهدها لمنع الصواريخ من السقوط على أرضنا ولكن لنعترف أن قدرتنا العسكرية محدودة في التعامل مع الأخطار بسبب قدرتنا الإقتصادية وبالتالي احتمالية سقوط صواريخ أو اي مقذوفات أخرى واردة
والاهم من كل هذا وذاك هو استقاء المعلومات من المصادر الرسمية وعدم تبني نشر الشائعات ونشر الرعب بين الناس واستمرار الحياة بشكل طبيعي عند انتهاء صفارات الانذار وزوال الخطر.