تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل: مقتل 9 في هجمات صاروخية ومخاوف من حرب إقليمية


شهدت الساعات الماضية تصعيداً عسكرياً غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، حيث أطلقت طهران موجات متتالية من الصواريخ والطائرات المسيّرة استهدفت عدداً من المواقع داخل الأراضي المحتلة، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 200، بحسب خدمة الإسعاف الإسرائيلية ووسائل إعلام عبرية.

وأفادت مصادر إسرائيلية بأن صفارات الإنذار دوت في مختلف المدن، ما أجبر ملايين السكان على التوجه إلى الملاجئ، فيما واصلت فرق الإنقاذ عملياتها للبحث عن عالقين تحت أنقاض مبانٍ تضررت بفعل الهجمات.

وبحسب تقارير إعلامية إيرانية، فقد استخدمت طهران في هجماتها صواريخ من طراز “عماد”، “قادر”، و”خيبر”، بالإضافة إلى صاروخ فرط صوتي في استهداف مدينة حيفا. واعتبر مسؤول أمني إيراني رفيع أن هذه الضربات تأتي ضمن “الرد على الاعتداءات الإسرائيلية”، مؤكداً أن بلاده “لم تبدأ الحرب، لكنها من سيقرر نهايتها”.

وفي أحدث التطورات فجر الأحد، أعلنت الجهات الطبية الإسرائيلية مقتل امرأة وإصابة 20 آخرين في تل أبيب، فيما أشارت صحيفة “معاريف” إلى استهداف 6 مواقع داخل المدينة بشكل مباشر، من بينها برج سكني شاهق تعرض لضربة قوية.

كما تحدثت القناة 14 العبرية عن إصابات في رحوفوت وبات يام، بينما أوردت الإذاعة الإسرائيلية أن الهجوم الصاروخي تزامن مع إطلاق طائرات مسيّرة من اليمن وإيران، في هجوم اعتبرته “منسقاً وواسعاً” ضد أهداف إسرائيلية.

أضرار جسيمة واستنفار شامل

وفي سياق متصل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الهجمات الأخيرة تسببت بدمار واسع في منشآت للطاقة ومراكز تزويد وقود المقاتلات، في حين شبّ حريق في منشأة استراتيجية قرب حيفا، وبلغ عدد الصواريخ الباليستية التي أُطلقت في موجتين متتاليتين أكثر من 90 صاروخاً.

مصادر عسكرية إسرائيلية أكدت أن منظومات الدفاع الجوي تعمل على اعتراض الصواريخ، بينما طالبت الجبهة الداخلية السكان بعدم مغادرة الملاجئ والبقاء في المناطق الآمنة.

في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن عملياته الهجومية “ستستمر وبزخم أكبر” في حال واصلت إسرائيل “عدوانها”، مشيراً إلى أن أهداف الضربات تشمل منشآت عسكرية ومراكز حيوية داخل إسرائيل.

رد إسرائيلي وضربات مضادة

في وقت متأخر من مساء السبت، أفادت القناة 12 العبرية أن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية على مواقع داخل إيران واليمن بالتزامن مع استمرار إطلاق الصواريخ الإيرانية. كما ذكرت أن العملية تأتي في إطار الرد على الهجوم الإيراني الذي أُطلق عليه اسم “الوعد الصادق 3″، في حين أطلقت تل أبيب على عملياتها اسم “الأسد الصاعد”، والتي بدأت منذ فجر الجمعة واستهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية وقادة إيرانيين.

وتأتي هذه التطورات بعد انتقال الصراع بين الطرفين من “حرب الظل” إلى مواجهة عسكرية مباشرة، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة إقليمية شاملة، خاصة في ظل تلميحات إيرانية باستمرار التصعيد، وانتقادات وتهديدات غير مباشرة وجهها مسؤولون في طهران إلى الإدارة الأميركية.