من يحق له أن يفرح اليوم بما يحدث بين إيران والكيان المحتل؟
الجواب بسيط وواضح: من ذاق القهر والتجويع والخذلان، من عاش سنوات تحت الحصار والنار، من صمد رغم الخراب، ومن لم يساوم على كرامته… إنه شعب غزة، شعب الصمود، وحده من يحق له أن يبتسم وسط الرماد، لأنه يعرف ثمن الكرامة.
ومن بعدهم، يحق الفرح لكل إنسان حر، عربي شريف، لم يصمت، لم يساير، لم يُخدع بموازين القوى. إنسان قال كلمته، قاطع منتجاً داعماً للاحتلال، كتب، خرج، عبّر، ضغط، دعا، تفاعل، بكى، ولم يُغلق قلبه وضميره.
أما من ظل يأكل ويستهلك المنتجات الداعمة للقاتل، من ارتعب من “تهكير الحسابات”، من خشي على صورته الإلكترونية أكثر من خشيته على دم الأطفال… من لم يقل كلمة حق، لا في العلن ولا في السر… فهؤلاء لا يحق لهم أن يفرحوا بشيء. بل عليهم أن يصمتوا، لأن الإنسانية ترفضهم، والعروبة لا تعرفهم، وغزة ستسألهم: “أين كنتم؟”
يوم يُسأل كل منا عن موقفه، لن يُجدي التبرير، ولن يشفع الصمت.
غزة ليست حدثاً عابراً، بل ميزانٌ أخلاقي، يفرز الناس:
شرفاء… وأشباه بشر.