تتواصل المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل لليوم الرابع على التوالي، في ظل تصعيد متبادل يطال العمق الاستراتيجي للطرفين، وسط دعوات دولية متكررة للتهدئة وتجنب اتساع رقعة الصراع.
وأعلنت إسرائيل، صباح الاثنين، تنفيذ هجمات جوية وصاروخية استهدفت العاصمة الإيرانية طهران، قالت إنها أدت إلى تعطيل منصات إطلاق صواريخ إيرانية، فيما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سكان طهران إلى الإخلاء، قائلاً إن “سماء العاصمة باتت تحت السيطرة”.
في المقابل، واصلت إيران ضرباتها الصاروخية على مواقع إسرائيلية، وأكدت مصادر عسكرية في طهران استهداف مراكز حساسة، من بينها محطة كهرباء في مدينة حيفا، تسببت بانقطاع واسع في التيار الكهربائي. كما تعرضت السفارة الأمريكية في تل أبيب لأضرار جزئية جراء سقوط صاروخ باليستي إيراني.
وأكدت مصادر أمنية إيرانية مقتل 4 مسؤولين بارزين في جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، بينهم رئيس الجهاز ونائبه، وذلك جراء قصف إسرائيلي استهدف مراكز قيادية لفيلق القدس داخل الأراضي الإيرانية.
وفي تطورات ميدانية موازية، أعلن الجيش الإسرائيلي سحب الفرقة 98 من قطاع غزة وحشدها على الحدود مع مصر والأردن، فيما تحدثت وسائل إعلام عبرية عن تحركات عسكرية مكثفة في شمال فلسطين المحتلة، وسط دعوات لسكان وسط إسرائيل بالتوجه نحو المناطق الشمالية الأكثر أماناً.
تحذيرات ومواقف إقليمية ودولية
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية استعدادها لتنفيذ “رحلات إنقاذ خاصة” لإجلاء جنود وموظفين من عدة دول، في ظل مخاوف من استهداف إيراني خارجي، في حين أمر وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير الأجهزة الأمنية بمنع تصوير مواقع سقوط الصواريخ داخل إسرائيل.
كما حذر الإعلام الإيراني من عمليات اغتيال محتملة تنفذها إسرائيل عبر تعقب الهواتف المحمولة، فيما دعت الشرطة الإيرانية المواطنين إلى الإبلاغ عن منازل يُشتبه في استخدامها من قبل “جماعات معادية”.
دولياً، أعربت روسيا عن قلقها البالغ، ووصفت رد الفعل الدولي بأنه “درس جيد”، فيما بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان تطورات الأزمة، كما أوصت السفارة الروسية في تل أبيب رعاياها بمغادرة إسرائيل عبر الأراضي المصرية.
وأعلن الجيش الكويتي رصد صواريخ في سماء البلاد دون أن تُشكل تهديداً، بينما تضاعف مصر كميات تصدير الكهرباء إلى الأردن تحسباً لأي تداعيات محتملة على شبكة الطاقة الإقليمية.
الوضع الاقتصادي والنفطي
على الصعيد الاقتصادي، ارتفعت أسعار النفط عالمياً وسط مخاوف من إغلاق محتمل لمضيق هرمز، الممر البحري الحيوي لتصدير الطاقة، في ظل استمرار العمليات العسكرية.
وتوقعت تقارير متخصصة أن يؤدي استمرار التصعيد إلى قفزات سعرية غير مسبوقة في سوق الطاقة، خاصة في حال شمول المواجهات لمنشآت النفط الخليجية أو الممرات الدولية.
الساحة الداخلية الإيرانية والإسرائيلية
وفي الداخل الإيراني، أعلنت السلطات اعتقال أربعة أشخاص بتهمة العمالة لدولة أجنبية، إلى جانب الكشف عن ورش تصنيع طائرات مسيرة ومتفجرات، بينما نفت وكالة “إيرنا” الرسمية صحة تقارير تحدثت عن انسحاب البرلمان الإيراني من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وفي إسرائيل، ارتفع عدد القتلى إلى ثمانية جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية، وفقاً لمصادر طبية، فيما أعلنت القوات المسلحة اعتراض 8 طائرات مسيّرة في البحر باستخدام تقنية “البرق الواقي”.
كما أُعلن عن تدمير ثلث منصات الإطلاق الإيرانية حتى الآن، وفق بيانات الجيش الإسرائيلي، فيما كشفت وسائل إعلام عبرية عن تضرر ملجأين في مدينة بيتاح تكفا جراء سقوط صواريخ.
تداعيات سياسية
سياسياً، دعت طهران الولايات المتحدة إلى اتخاذ موقف واضح من “العدوان الإسرائيلي”، وهددت بعقوبات قاسية ضد من وصفتهم بـ”الخونة والمتعاونين مع إسرائيل”.
وفي سياق متصل، نفت طهران أنباء عن تدهور صحة المسؤول الأمني البارز علي شمخاني، مؤكدة أنه بخير. كما أعلنت عن تنفيذ حكم الإعدام بحق مواطن إيراني قالت إنه كان يعمل لصالح جهاز الموساد.
وفي مفاجأة لافتة، أُغلق الجناح الإسرائيلي في معرض باريس الجوي بشكل مفاجئ وتمت تغطيته بستار أسود، وسط تكهنات بوجود تهديدات أمنية.