لا عهد لهم.. حديث اللصوص والمجرمين عن الأمانة والشرف..! كتب : اشرف محمد حسن

أطلقت طهران دفعة صاروخية جديدة استهدفت تل أبيب وبئر السبع بشكل مباشر، وتسببت بانفجارات ضخمة وانهيارات وأضرار في عدة مبانٍ تضرر على اثر استهداف احد مقرات الاستخبارات العسكرية الصهيونية احد مباني مستشفى سيروكا العسكري فيما انتقد مندوب الكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة في جنيف دانيال ميرون، (الخميس)، «صمت» منظمة الصحة العالمية بعد تضرر احد مباني مستشفى سوروكا في محاولة لابتزاز التعاطف الدولي اذ ان لطالما لعب الحزن والبكاء دورا هائلا في رواية التاريخ “الإسرائيلي” الرسمي، منتهيا لتأسيس الكيان الصهيوني باعتبارها نهاية “تاريخ الدموع والدماء اليهودي” وبداية عصر التحرر بالنسبة لما اصطلح عليه بـ”الشتات اليهودي البائس” حول العالم .
كما قال رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ على اثرالحادثة ، الخميس الماضي، أن “ما حدث اليوم (جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية) ولن تردعنا إيران عما نقوم به” حسب قوله كما قال وزير الحرب الصهيوني يسرائيل كاتس: وجهنا الجيش لتصعيد الهجمات على أهداف إستراتيجية في إيران، وأضاف خامنئي سيحاسب واستهداف المستشفيات والمباني السكنية “جرائم حرب” ووجهت ورئيس الوزراء النتن ياهو الجيش لتصعيد الهجمات على أهداف إستراتيجية تابعة للسلطة في إيران وهدف هجماتنا إزالة التهديدات عن الكيان الصهيوني وزعزعة النظام الإيراني .
وكان كاتس يوم الاثنين الماضي قد قال متوعداً الإيرانيين في العاصمة طهران: “سكانها سيدفعون الثمن قريباً مضيفاً إن الهجمات الإيرانية على مواقع مدنية صهيونية تهدف إلى ردع جيش الإحتلال الصهيوني عن مواصلة عملياته، مضيفاً أن “الديكتاتور المتغطرس في طهران تحول إلى قاتل يستهدف المدنيين عمداً، في محاولة لمنع الجيش من مواصلة الهجوم الذي يؤدي إلى انهيار القدرات الإيرانية”، على حد تعبيره .
في الواقع، احاديث الساسة الصهاينة وتعليقاتهم وردود فعلهم على تلك الحادثة تشبه تماماً احاديث اللصوص والمجرمين … عن الأمانة والشرف، اذ ان جيش الاحتلال والحكومة الصهيونية مدعومين امريكياً واوروبياً لم يتركوا جريمة من جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية وجرائم الابادة الجماعية الا وقاموا بها بحق ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وامام سمع وبصر المجتمع الدولي فلم يسلم اي من مشافي القطاع من الاستهداف المباشر من قبل جيش الاحتلال مراراً وحتى المشافي التي تتبع لمنظمات دولية بحجج غير واقعية ولم يستطيعوا تقديم دليل واحد عليها وحتى بدون حجج وقد نشرت مقالا اواخر عام 2023 م بعنوان “حرب المستشفيات” اشرت فية الى الجزئية ذكرت خلاله ان العالم ككل استمع وشاهد عمليات استهداف وقصف لمستشفيات ومدارس قطاع غزة وحتى التابعة منها للمنظمات الدولية بمبررات سخيفة وكاذبة او حتى دون مبررات الامر الذي يجعل مستقبل الصراعات مفتوحا وبلا ضوابط خاصة بعد فشل المجتمع الدولي في حماية صورته بوقف الهجمات الصهيونية وانتهاكه لكافة القوانين والأعراف الدولية والانسانية بمختلف هيئاته حيث باتت صورتها كفزاعة لا اكثر.. فهي لم تسمن ولم تغني من جوع طوال فترة الحرب ، فقد استهدف العدوان الصهيوامريكي عدة مساجد وكنائس ومستشفيات ومدارس حتى التابعة للاونوروا وتحت علم هيئة الأمم المتحدة باستخدام قذائف الفوسفور المحرمة دولياً في بعض الأحيان دون ان يحرك المجتمع الدولي ساكنا ، وكل هذه الأهداف التي استطاع الصهاينة قصفها وتدميرها هي اصلا محمية بموجب مواد القانون الدولي واتفاقياته وهي مخالفة جسيمة لقوانين وأعراف الحرب، بموجب نظام روما الأساسي، في حين يشكل استهداف المستشفيات، وأماكن تجمع المرضى والجرحى، بشكل متعمد “جريمة حرب”، بمقتضى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وهنالك نصوص واضحة بذلك وان الكيان الصهيوني استطاع تصطير مصطلح ” حرب المستشفيات ” وهذا ابتداع اجرامي يضيفه هذا الكيان الى سجله الحافل بالافعال الاجرامية دون ان يحاسب على أي منها ، ولذلك .. على المجتمع الدولي ممثلا بهيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها ان تنقذ نفسها من خلال محاسبة الكيان الصهيوني عن هذه الجريمة كي لا يصبح مصطلح حرب المستشفيات امراً اعتيادياً فاذا لم يدفع الكيان الصهيوني ثمنا رادعا لجرائمه فلن تكون هنالك أي ضوابط او قواعد اشتباك مستقبلاً مما يؤكد مبدأ شريعة الغاب ..البقاء للاقوى فقط .. الا ان احد لم يتخذ اي اجراء فعلي بهذا الاتجاه فكافة الدول الاستعمارية السبع تتحكم باداراتها الحركة الصهيونية العالمية بحيث اصبحت مجرد اداة بيدها ولا تستطيع التحرر من قبضتها حتى وان ارادت ذلك فاصبحوا ممن لا امان.. ولا عهد لهم.. !