خاص
“حبة الليمون بنصف دينار”.. بهذه العبارة خاطب البائع طفلا هم بوضع يده على صندوق ليمون في محل للخضار في احد المناطق الشعبية.. هذا الطفل عاد ادراجه إلى البيت واخبر والدته التي لم تجد الا أن تقول “حسبنا الله ونعم الوكيل”.. بلا من الليمون يا ولدي”.
بينما تتحدث الحكومة عن “التحديث الاقتصادي” وتسويق رؤى مستقبلية طموحة، يغيب عن مشهدها اليومي ما يثقل كاهل المواطن الأردني في أبسط تفاصيل حياته وهي الأسعار خاصة بعض أصناف الخضار التي تعتبر ضرورة لكل بيت.
منذ أكثر من شهرين، يشهد سعر الليمون في الأسواق الأردنية ارتفاعًا غير مسبوق، حتى وصلت حبة الليمون الواحدة إلى ما بين ٥٠ الى ٧٠ قرشا في بعض المحال. نعم، نصف دينار واكثر! وكأن الحديث عن سلعة نادرة مستوردة من كوكب آخر، لا عن محصول زراعي أساسي يدخل في غذاء الأردنيين اليومي والحكومة بوزارتها الزراعة تعجز أو لا تريد أو لا تتدخل لايجاد حل لهذه القضية التي باتت حديث كثير من المواطنين.
أليس من الأولى، قبل عقد المؤتمرات وتقديم العروض، أن تقوم الحكومة بجولة في الأسواق لترى الواقع كما هو في الميدان ام انها غير معنية بالامر تاركة الامر للاحتكار وكبار التجار ؟
أليس من الضروري أن تلامس السياسات الاقتصادية نبض الأسواق والناس، لا أن تبقى شعارات معلقة في الفضاء الإعلامي؟
المواطن منهك.. لا يحتمل المزيد.
هذا ليس عن الليمون فحسب، بل عن رمزية الفجوة المتزايدة بين الشعارات والسياسات من جهة، وواقع المواطن من جهة أخرى.
ايها المسؤولين والوزراء والامناء العامين واصحاب المناصب الكبرى، قبل أن تحدثونا عن التحديث، شوفوا سعر الخضار والليمون انزلوا الى الميدان ولامسوا هموم المواطنين..