بقلم: رولا الدبس
سؤال يتردّد في أذهان كل عربي، بل وكل إنسان يشاهد ما يجري على كوكبنا من فوضى، دمار، وأزمات متلاحقة.
فهل نحن أمام نهاية العالم فعلاً؟ أم أنّ ما يحدث هو نتيجة مخططات سياسية دولية تنفذها قوى عظمى تتحكم بمصير الأرض، عبر أدواتها: النفط، السلاح، والسلاح النووي الفتاك؟
في وطننا العربي تحديداً، تبدو الصورة أكثر قسوة. نعاني من أزمات اقتصادية خانقة، وتفكك اجتماعي، وتدهور في الخدمات والمعيشة، بينما دول شقيقة لا تزال تحترق بنيران الحروب: اليمن، العراق، سوريا، الصومال… ولا ننسى جرحنا الأكبر، فلسطين المحتلة، وخاصة قطاع غزة الذي يعاني منذ قرابة عامين – إلا قليلاً – من حرب مفتوحة، حصار خانق، ونزيف لا يتوقف.
في قلب هذه المأساة، تطلّ أمريكا برأسها كـ”رأس الأفعى”، تلتفّ حول الدول العربية واحدة تلو الأخرى، تسعى إلى تفكيكها من الداخل، ونهب خيراتها، والسيطرة على مقدّراتها.
رأينا ذلك بوضوح خلال زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الخليج، حين حصد المليارات من الدولارات تحت مسمى صفقات وشراكات، بينما لم يلتفت – ولو رمزيًا – إلى قطاع غزة، الذي كان يكفيه مليون، لا بليون، لإنقاذ أرواح الأبرياء.
وما يُثير الحيرة اليوم، هو مشهد الحرب المؤقتة بين إيران وإسرائيل. فبينما يرى البسطاء من الشعوب أن في ضرب إسرائيل انتصارًا لغزة، إلا أن الحقيقة أعمق وأخطر: إنها تصفية حسابات، وصراع نفوذ، لا علاقة له بنُصرة فلسطين. فإيران وإسرائيل – برغم العداء المعلن – وجهان لعملة واحدة في نظر كثير من المراقبين، عنوانها: الهيمنة على المنطقة وتمزيق نسيجها.
ومع إعلان وقف الحرب بين الجانبين، يتساءل الإنسان العربي: لماذا لا يتحرك العالم، خاصة أوروبا، للضغط على واشنطن من أجل وقف مجازر غزة؟ من استطاع إقناع دولة بحجم إيران بوقف إطلاق النار، يستطيع الضغط على إسرائيل، وعلى أمريكا، لإيقاف شلال الدم في غزة، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية.
غير ذلك، فإن كل ما نشاهده ليس سوى مسرحيات هزلية، يدفع ثمنها أطفال غزة، ودماء شعوبنا المغلوبة على أمرها.
#غزة_تحت_القصف
#قصف_تل_أبيب
#ماذا_بعد_الحرب