خبراء تربويون ينتقدون امتحان الانجليزي … تعقيد غير مبرر واسئلة لا تراعي الفروق الفردية

شذى حتاملة
عقب انتهاء جلسة امتحان اللغة الانجليزية لطلبة الثانوية العامة شهدت محيط قاعات الامتحان موجة من الغضب والانتقادات ، عبر من خلالها الطلبة عن استيائهم من مستوى الاسئلة التي وصفوها بـ ” المعقدة وغير المنصفة ” ، حيث عبر عدد من الطلبة عن استيائهم من طبيعة الاسئلة التي اعتبروها خارجة عن المالوف ولا تراعي الفروق الفردية مما اثار موجة من التساؤلات حول الية اعداد الامتحانات ومدى ملاءمتها للواقع التعليمي .
وبدورها رصدت صحيفة “الأنباط” آراء عدد من طلبة التوجيهي بعد تقديمهم امتحان اللغة الإنجليزية، حيث عبر العديد منهم عن استيائهم من صعوبة الامتحان، مؤكدين أنه كان طويلًا ويحتاج إلى وقت أطول مما هو مخصص ، موضحين أن الفقرات تطلبت إجابات تفصيلية، وأن أسئلة الخيارات (الدوائر) كانت تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين للتحليل والإجابة.
وأشار بعض الطلبة إلى أنهم قارنوا الامتحان بدورات سابقة ووجدوه أصعب بشكل واضح، ما زاد من الضغط النفسي أثناء التقديم ، كما اشتكوا من التوتر الذي سببه بعض المراقبين من خلال التذكير المتكرر بضيق الوقت، مما أثر على تركيزهم وأدائهم.
وفي المقابل، أشار عدد من الطلبة إلى أن مستوى الامتحان تراوح بين المتوسط والصعب، موضحين أن نصوص القراءة كانت مباشرة وواضحة، إلا أن الصعوبة البارزة تمثلت في أسئلة القواعد التي تطلبت فهمًا عميقًا ودقة في الاستخدام.
أستاذ اللغة الإنجليزية فارس أبو جاموس قال ان مستوى امتحان اللغة الإنجليزية كان صعبًا، الصعوبة تمثلت بشكل أساسي في أسئلة الاشتقاق، التي بدت وكأنها تهدف إلى تعقيد الطالب وإرباكه ، مضيفا أن بعض الأسئلة جاءت على شكل جمل مركبة ، وهو نمط غير مألوف للطلبة، مما زاد من صعوبة الفهم والتعامل معها.
وأوضح أبو جاموس أن أسئلة القواعد ركزت بشكل كبير على الاستخدامات الدقيقة، بدلًا من أن تكون مباشرة وواضحة كما هو معتاد في اختبارات القواعد، مما جعل معظم الأسئلة غير مباشرة وتتطلب تحليلًا عميقًا.
أشار إلى أن فقرات القراءة ومواضيع التعبير كانت معقولة وفي مستوى جيد ، إلا أنه نبه إلى أن حتى الطالب المتفوق قد يواجه صعوبة، نظرًا لأن أغلب الأسئلة تتطلب تحليلًا واستيعابًا عاليًا، وتحتاج كل واحدة منها ما بين ثلاث إلى خمس دقائق للإجابة، مما يجعل الوقت المخصص للامتحان غير كافٍ.
وفي السياق ذاته أشار أستاذ اللغة الإنجليزية يزيد الدويري ، إلى أن مستوى امتحان اللغة الإنجليزية تراوح بين المتوسط والصعب، موضحًا أن الصعوبة تركزت بشكل رئيسي في أول عشرة أسئلة، لا سيما تلك المتعلقة بالمعاني والجمل التي وردت من خارج المنهاج، بالإضافة إلى أسئلة الاشتقاق.
وأضاف أن أسئلة القواعد جاءت مختلفة عن تلك التي اعتاد عليها الطلاب في السنوات السابقة مما شكل تحديًا إضافيًا، إذ إن النمط المعتاد لم يتبع هذا العام ، مضيفا أن الامتحان يطلب وقتًا أطول مما هو مخصص نظرًا لدقته، حيث يحتاج الطالب ما يقارب خمس دقائق لكل دائرة ، وهو ما لم يتوفر ضمن الوقت المحدد، مما حال دون تمكن بعض الطلبة من كتابة موضوع التعبير.
وفي السياق ذاته قال استاذ اللغة الانجليزية يزيد الدويري ، ان مستوى امتحان اللغة الانجليزية من متوسط الى صعب ، ونسبة الصعوبة تمركزت في اول عشرة اسئلة وبالتحديد في المعاني والجمل التي كانت من خارج الكتاب ، والاشتقاق فيما كانت اسئلة القواعد مختلفة عن الاختبارات السابقة ، مبينا أن الطالب اعتاد على نمط معين في حين جاء اسئلة القواعد مغايرة عن السنوات السابقة.
وتابع أن الامتحان بحاجة الى وقت اكثر لان الامتحان دقيق وذلك لحاجة كل دائرة بحدود خمسة دقائق ولضيق الوقت بعض الطلبة لم يكتب موضوع التعبير .
واكد الدكتور خالد عبدالله العواملة عبر مقال أن امتحان اللغة الانجلزية لطلبة التوجيهي شهد هذا العام حالة من الجدل الواسع في مختلف أنحاء المملكة، نتيجة لصعوبة الأسئلة وابتعادها عن النمط التقليدي المعروف لدى الطلبة والمعلمين على حد سواء، إذ جاءت الأسئلة معقدة، محملة بمفردات غير مألوفة، وتراكيب لغوية صعبة، مما وضع معظم الطلبة في حالة ارتباك و قلق شديدين .
واضاف العواملة إن امتحان اللغة الإنجليزية لهذا العام ليس مجرد ورقة أسئلة، بل هو مؤشر على أزمة أعمق تحتاج إلى وقفة جادة، تبدأ من مراجعة آلية وضع الأسئلة، وتمر بإعادة النظر في المنهاج وطرق التدريس، وتنتهي بتصميم امتحانات تراعي الفروق الفردية وتبتعد عن التصعيب غير المبرر .