لا عهد لهم.. دول كبرى تتجار.وتروج اامخدرات ..! عمان – كتب : اشرف محمد حسن

عقب الانتقادات الدولية المتزايدة للكيان الصهيوني في حرب الإبادة التي يشنها ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية ونتيجة لتصاعد الاحتجاجات الشعبية عالمياً بسبب ارتفاع حجم الفظاعات التي يشاهدها العالم ككل خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وخروجها عن سيطرة إدارات تلك الدول وحتى المتصهينة منها والتي تتبعها مع وسائل الاعلام التقليدية الامر الذي بات محرجاً لادارات تلك الدول لاشتراكها المباشر وغير المباشر مما دفعها لمحاولة تبرئة نفسها امام شعوبها برفع وتيرة الانتقادات الموجهة للكيان الصهيوني في العلن ومطالبة الاحتلال الصهيوني بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر ومع تزايد وسائل الإبادة التي يتبعها الكيان الصهيوني من سياسات تجويع وحصار للشعب الفلسطيني ومنع كافة منظمات المجتمع الدولي من القيام بواجباتها الإنسانية باستهداف العاملين فيها وبشكل مباشر كما حصل مع الاونروا ومنظمة المطبخ العالمي وغيرها من المنظمات الإنسانية لجأت الولايات المتحدة الصهيوامريطانية للاحتيال بطريقة فجة لا تخلو من الاستخفاف بعقول المجتمعات العالمية فقامت بانشاء “مؤسسة غزة الإنسانية” لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة المحاصر والمدمّر، بهدف دعم أهداف الكيان الصهيوني العسكرية وقد أعلن مديرها التنفيذي جيك وود استقالته قبل البدء بعملها بعدما أدرك أن المنظمة لا تستطيع إنجاز مهمتها “مع الالتزام بالمبادئ الإنسانية والحياد وعدم التحيز والاستقلالية الا ان الولايات الصهيوامريطانية أصرت على إدخالها للعمل كبديل للمجتمع الدولي بكافة هيئاته ومنع أي جهة كانت من محاولة ادخال المساعدات وبشكل نهائي وبالرغم من جعلها مصائد موت للشعب الفلسطيني الا انها فشلت فشلاً ذريعاً بحسب آراء كافة المراقبين والمختصين مما جعل الولايات المتحدة الصهيوامريطانية تقوم في عملية تسريع لاهداف هذه المؤسسة “اللا إنسانية” فقد أعلن مؤخراً المكتب الإعلامي الحكومي بغزة تلقيه إفادات من مواطنين عثروا على أقراص مخدرة داخل أكياس طحين قادمة من “مصائد الموت” وهي مراكز تدار تحت ما يسمى “المساعدات الأمريكية الإسرائيلية” وقال المكتب، في بيان، إنه وثق أربع إفادات لمواطنين عثروا على أقراص من نوع “اكسوسدين” وهي مادة مخدرة، داخل أكياس طحين وصلتهم من تلك المراكز التي وصفها البيان بـ”مصائد الموت” وأوضح أن الخطورة تكمن في احتمال أن تكون تلك الحبوب قد طحنت أو ذوبت عمدا داخل الطحين نفسه، وهو ما يعد “اعتداء مباشرا على الصحة العامة” وحمل المكتب إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه “الجريمة البشعة الهادفة لنشر الإدمان وتدمير النسيج المجتمعي الفلسطيني من الداخل، ضمن سياسة ممنهجة، معتبرا ذلك امتدادا لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين” وهذا يعد جريمة حرب إضافية وانتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني .
هنا لابد من التذكير بالحرب التي عرفت بانها الحرب الاقذر في التاريخ الإنساني وسميت ب “حروب الافيون” والتي قامت بها بريطانيا وفرنسا ضد الصين والتي راح ضحيتها ما يقرب من 20 مليون نسمة خلال الحرب، أي ما يعادل 10% من سكان الصين وقتها، من بينهم 3 ملايين جندي من الجانبين .
شكّلت حروب الأفيون في منتصف القرن التاسع عشر منعطفًا حاسمًا في تاريخ الصين الحديث وقد اندلعت حرب الأفيون الأولى، بسبب محاولة الصين قمع تجارة الأفيون، حيث كان التجار الأجانب (البريطانيون في المقام الأول) يصدرون الأفيون بشكل غير قانوني، وبشكل رئيسي من الهند إلى الصين وغيرها من البلاد المستعمرة بريطانياً آنذاك منذ بدايات القرن الثامن عشر، وهذه التجارة نمت بشكل كبير ووقعت الحرب الأولى بين الصين وبريطانيا ما بين عام ١٨٣٩ إلى عام ١٨٤٢، اما حرب الأفيون الثانية التي استمرت لاربعة اعوام، فكانت منذ عام ١٨٥٦ إلى عام ١٨٦٠، حيث خاضت الصين الضعيفة آنذاك حربًا ضد كلٍّ من بريطانيا وفرنسا وفي كلا الصراعين، انتصرت القوى الاستعمارية الأجنبية ونالت امتيازات تجارية وقانونية وإقليمية في الصين، وتعتبر حرب الأفيون الثانية علامة فارقة في تاريخ بكين، إذ أدت إلى تغييرات جذرية في الصين على كافة الأصعدة، وخلّفت إرثا من المشاعر المعادية للأجانب في الصين وقد مثّلت هذه الصراعات بداية حقبة من المعاهدات الجائرة والتدخلات الأخرى في السيادة الصينية، مما ساهم في إضعاف سلالة تشينغ وسقوطها لصالح جمهورية الصين أوائل القرن العشرين. كما قد نتج عن هذه الحروب ندوبا عميقة في التاريخ الصيني، ليس فقط على المستوى السياسي والاقتصادي، بل البشري أيضا .
ما اشبه الماضي بالحاضر فبعد فشل الكيان الصهيوني المدعوم من قبل الدول الاستعمارية السبع في حربه ضد المقاومة الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حتى المدنيين والنساء والأطفال ومحاولاته المتكررة والمستميتة في زرع الفتنة بي فصائل المقاومة وأبناء القطاع لجأ الاحتلال الصهيوامريطاني لتدمير قطاع غزة مكانياً وانسانياً امام سمع وبصر المجتمع الدولي فقام بانشاء هذه المؤسسة اللا إنسانية لمنع احد من التدخل في حرب الإبادة التي يقترفونها واستخدامها كذلك لنشر وترويج آفة المخدرات وهم الخبراء من خلال تاريخهم القذر في نشر تلك القذارة فباختصار كافة ادارات الدول الاستعمارية السبع هم عبارة عن تجار ومروجي مخدرات وانهم لا امان.. ولا عهد لهم..!