غيب الموت الزميلة الصحافية والناشطة الحقوقية كندة حتر، التي عُرفت بدفاعها المستميت عن قضايا اللاجئين، وانحيازها الدائم للعدالة وحقوق الإنسان، حيث بدأت مسيرتها المهنية في صحيفة “الغد” الأردنية، وختمتها في العاصمة الألمانية برلين، حيث عملت مستشارة إقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة الشفافية الدولية.
ونعتها الجالية الأردنية في ألمانيا، واصفة إياها بأنها “رمز للعطاء والتفاني”، مشيرة إلى جهودها المتميزة في تعزيز قيم الشفافية والنزاهة، ودورها البارز في تمثيل الأردن بصورة مشرّفة في المحافل الدولية.
كما عرفها أبناء الجالية كجسر إنساني يربط المغتربين بوطنهم، بقلب رحب، وروح أردنية أصيلة، لم تبخل يومًا بالدعم والإرشاد.
وفي لحظة وداع مؤلمة، كتب والدها المهندس علي حتر مرثية حزينة في ابنته، جاء فيها:
وقال في وداعها:
**”أرثيك كِنْده.. أنا.. أم أنـــــــــــــا أرثيني
أبكيك من لوعـــــــــتي.. أمْ أنــــــا أَبكيني
قد جئت برلين شوقـــــــــا كي نكون معا
ما جئت نحْوكِ كي تمـــــــــضي وتُبقيني
لم تنسحب قط يومـــــــــــــا من مواجهةٍ
لا.. بل تحدَّتْ عصـــــــــابات الشياطين
ما أنت من زُمرٍ باعت ضمــــــــــائرها
بل أنت من خــــير من دبّوا على الطين
يا حظّهـــــــــــا.. نايا.. يا حظّه.. سندًا
في كون أُمِّهمـــــــــــــــا خير الميامين”**
“كفّناها بفستان كانت تحبّه، مكتوب عليه: (على هذه الأرض ما يستحق الحياة).”
الراحلة كندة حتر، زوجة سامي قاقيش، وأم لطفلة، رحلت في برلين بعد صراع مؤلم مع المرض، تاركة أثرًا لا يُنسى في كل من عرفها أو عمل معها.
أسرة “الشعب نيوز” تشاطر عشيرة حتر الكرام، وعائلة الفقيدة، وأصدقائها في الوسطين الصحافي والحقوقي، أحزانهم بهذا المصاب الجلل. نسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان.