أسرار على الهواء – عاطف أبو حجر

 

الخيانة لا تبدأ من لحظة الانزلاق، بل من لحظة الإهمال… حين يُترك البيت خلفك، ويسقط من عين الزوجة التي صبرت، وينسى الوعود التي بُني عليها العمر.
الخيانة ليست فقط أن تقع في علاقة محرّمة، بل أن تنكسر الثقة، وأن تخون غياب الشريك، وأن تُهمل مسؤوليتك كزوجٍ أو زوجة، كأبٍ أو أم، كقدوةٍ يُفترض أن تُحترم.
لكن الحقيقة العظمى التي يتجاهلها كثيرون:
أن ربك كبير… يرى، ويسمع، ويكشف متى شاء، وبالطريقة التي يشاء.
وما نُسِج في السر، قد يُفضَح في لحظة لا تخطر على البال…
وهذا ما حدث تمامًا في قصة أثارت ضجة في الأيام الماضية، حين ظهر مسؤول كبير في شركة تقنية مرموقة، في وضع حميمي مع زميلته، على شاشة عملاقة أمام الملايين من المشاهدين خلال حفل موسيقي.
كانت مجرد لحظة عفوية،على الهواء، أمام آلاف الحاضرين، التقطتها الكاميرات وبثّتها الشاشات.
لكنها لم تكن عادية… بل كانت كافية لكشف علاقة خفية، قلبت موازين المكان، وطرحت تساؤلات عن الأخلاق، والشفافية، والمساءلة في بيئة العمل.
والأخطر؟
أن الطرفين متزوجان – ولكن من أشخاص آخرين!
ما ظنّوه لحظة عاطفية عابرة، تحوّل إلى عاصفة حقيقية:
تحقيق داخلي، تجميد مؤقت للمهام، استقالات محتملة، وبيانات اعتذار علنية.
أما الرأي العام، فاشتعل بالتعليقات المتباينة بين من يرى أن ما حدث يدخل في “الحرية الشخصية”، ومن يعتبره خيانة زوجية، ومخالفة لأخلاقيات المهنة، خصوصًا في علاقة بين مدير وموظفة تحت إشرافه.
ووسط كل هذا، لا بد أن نتوقف عند المعنى الأهم:
من كان يظن أن ثواني على الهواء… ستكشف كل شيء؟
لا أحد فوق المحاسبة.
لا المكانة، ولا المال، ولا المنصب، تحجب عين الله عن الظلم، أو الخيانة، أو التخلي عن الأمانة.
قد تُخفى الأسرار عن البشر، لكن الله، إن شاء، يفضحها بأبسط الوسائل… بل بلقطة عابرة، في أمسية لم تكن محسوبة.
فلا تُهمل بيتك… ولا تخن من وثق بك.
وإن ظننت أن أحدًا لا يراك… فربك لا يغفل ولا ينام.
“إن الحلال بيِّن، والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه.
وهذا هو طريق النجاة؛ أن تسير على نور من الله، وتجتنب ما يريبك، وتثق أن الله لا يُقدّر شيئًا إلا لحكمة.
فربّنا لا يرمي حجارة عبثًا، بل يُقدّر الأقدار لحكمة، ويبتلي ليطهّر، ويمنع ليعطي. فاجعل بينك وبين الحرام حاجزًا، وبينك وبين الفتن وقاية، وثق أن من اتقى، جعل الله له مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب.”