نشر السِّيرة المَرَضية للصّحفي جهاد أبو بيدر انتهاك لخصوصيته وتجاوز لأدبيات النَّشر

تُعدّ السيرة المرضيّة للإنسان من عناصر الخصوصيّة والحياة الخاصّة، وبالنالي تُحرِّم مواثيق الشَّرف الصَّحفي والعهود الدولية لحقوق الإنسان نشرها أو الخوض في تفاصيلها وإطلاع الجمهور عليها إلا في حدود ضيقة من باب طمئنتهم على وضعه الصحي إن كان من بين الشخصيات العامة والتي يهتم لأمرها جمهور المتلقين.

تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، تغطية وسائل الإعلام ومنصَّات النَّشر العلنية للحالة الصحية التي تعرَّض لها الزَّميل الصَّحفي جهاد أبو بيدر، وتبيّن للمرصد أنَّ عددًا من الصحفيّين وحسابات مشتركين على منصَّات التواصل الاجتماعي قد انتهك الحياة الخاصة للزميل، ونشر سيرته المرضيّة للجمهور، وبثّ تفاصيل لا يجب نشرها حفاظًا على خصوصية الزميل وذويه، والذين لم يقوموا بالتصريح عن حالته الصحية لأنّه شأن خاص جدًا بهم.

ووجد (أكيد) على منصّات التواصل الاجتماعي كتابًا يتعلّق بالزميل الصحفي، يحتوي على تفاصيل كاملة ومعلومات شخصية، يتوجّب عدم نشرها لأي شخص إلا بموافقة صاحب العلاقة أو ذويه. لأنّ هذا أمر مخالف لأدبيات النشر ومعايير حقوق الإنسان.

افتقدت المعلومات التي يتمّ تداولها عن الحالة الصحيّة للزميل جهاد أبو بيدر للقيمة الخبريّة، وسعى ناشروها إلى البحث عن الشعبويات وجلب المتابعين، وهذا أمر ينتهك الخصوصية، ويتسبّب بأذى نفسي لصاحب العلاقة وذويه.

يعاقب قانون الجرائم الإلكترونية على نشر الوثائق الخاصة الّتي لا يجب أن تكون متاحة للعامة، فالسيرة المرضيّة باعتبارها شأنًا خاصًا يحظر القانون نشرها.

ويرى (أكيد) في تغطية الحالات المرضيّة للإنسان بشكل عام ما يلي:

أولًا: يُمنع نشر أي معلومات خاصة بالإنسان إلا بموافقة من صاحب العلاقة. ويتعيّن على ناشر المعلومات تقدير أهمية هذه المعلومات لجمهور المتلقين بعد موافقة صاحب العلاقة.

ثانيًا: تعدّ المعلومات الخاصة بالإنسان وتفاصيلها أنّها غير ذات قيمة لجمهور المتلقين، وبالتالي يجب الامتناع عن نشرها.

ثالثًا: السيرة المرضية للإنسان وتفاصيلها الدقيقة ليست شأنًا عامًا، ينبغي الامتناع عن نشرها تحت أي مبرر.

ويجد (أكيد) في تغطية السيرة المرضيّة للشخصيات العامة، والّتي يهتمّ لأمرها جمهور المتلقين ما يلي:

أولًا: وجوب عدم نشر التفاصيل الدقيقة والمعلومات الخاصة المتعلقة بالسيرة المرضية للشخصيات العامة.

ثانيًا: إنّ المسموح بنشره من التفاصيل، هو حالته الصحيّة عبر مصدر طبّي متخصّص لبيان الخطورة على حياته العامة فقط.

ثالثًا: يلزم أخذ الموافقة من المريض أو ذويه لنشر أي معلومات أو صور قد تؤثر على حالته او حالتهم النفسية.

ويرى (أكيد) في حالة الزميل جهاد أبو بيدر ما يلي:

أولًا: كثير من التفاصيل التي تمَّ نشرها، تدخل في نطاق الحالة الخاصة، وقد خالف ناشروها أدبيات النشر، وانتهكوا حياته الخاصة.

ثانيًا: لم يراعِ ناشرو التفاصيل عن حياة الزميل حالة ذويه النفسية، وبالتالي أمعنوا في انتهاك الحياة الخاصة وتفاصيلها الدقيقة.

ثالثًا: من الواجب أن يتحلّى المشتركون على منصَّات التواصل الاجتماعي بادبيات النشر حتى لا ينتهكوا خصوصية السيرة المرضية للزميل جهاد أبو بيدر.

(أكيد)