مصر تنتفض من اجل فلسطين ! د. حازم قشوع

عندما يقود الأزهر الشريف المسيرات إلى معبر رفح الحدودي بقيادة الإمام أحمد الطيب فاننا امام حدث كبير، وعندما يقوم الإمام الأكبر بتوجيه دعوة من أجل المشاركة بهذه المسيرة فان الامر يصبح جلل عظيم، تعنونه هذه المسيرات تبعاتها الإنسانية سيما وهي تدعو كل مصرى لحمل ما يستطيع من تقديم من مساعدة للمشاركة بهذه المسيرة المليونية، التى ستكون فى يوم الجمعة القادم من كل المحافظات المصرية، فإن مصر لتشكل عبر هذه المسيرة حدث عميق مزدوج يرسل الأول منه رساله انسانيه تستجيب لدعوات اختراق المعبر الاغاثية مهما كلف الأمر ولو بالأجساد، وهى الرسالة التى تريد ان ترسيها هذه المسيرة بالشكل العام، و فى المضمون السياسي فإن هذه المسيرات فى متنها ترفض التهجير كما تضع خط احمر امام احتلال اسرائيل لغزة بعدما ذهبت حكومة نتنياهو لاقرار مسألة التصعيد بالاجتياح بهدف احتلال القطاع.

ولعل إعطاء الرئيس ترامب لحكومة نتنياهو كرت عدم الممانعة بالاجتياح، جعل نتنياهو يتخذ قرار احتلال غزة بخطوة استفزازية يرفضها القانون الدولي، كما يرفضها الجميع باستثناء أمريكا التى مازالت إدارتها في البيت الأبيض لا تستجيب لدعوات العالم الذي نادى بضرورة وقف آلة الحرب والتدمير الاسرائيلية عن الشعب الفلسطيني فى غزة، وهو يتعرض لأكبر حالة تجويع تطال البشرية ويقبع وسط أهوال النيران الاسرائيلية، الامر الذي جعل من مصر تنتفض من اجل الانسان الفلسطيني من اجل القرارات الدولية التي نصت وجوبا على أهمية احترام إسرائيل للقانون الدولي الإنساني.

ان مصر وهى تنتفض مع فلسطين القضية، فانها ايضا تنتفض من اجل عمقها العربي الذي تشكل عنوانه الاسيوي قطاع غزة، وهى تعلن بذلك أولى عمليات التحشيد الشعبي عبر هذه المسيرات التى ينتظر أن تكون كبيرة جدا سيما وأن هذه الدعوات تأتي بمباركة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وقيادته التي تعلم ما الذي ستؤول اليه الامور في حال تم احتلال قطاع غزة من قبل إسرائيل، كما تدرك أن إسرائيل إذا ما حكمت القطاع ستكون مسألة خروجها مستبعدة كما مسألة التهجير الى سيناء ستكون هدفها التالى، وهذا ما سيجعل من مصر تنتفض من أجل حماية العمق المصري والقضية المركزية للامة التى تشكلها فلسطين برمزيه التحرر عبر بوابة غزة.

إن محاولة اسرائيل ومن معها تصوير ما ترتكبه آلة العدوان الإسرائيلية من مجازر ناتجة عن تطرف حماس، وهو أمر بات يثير الاشمئزاز والسخافه ويبن ازدواجية المعايير، فهي تغضب والاداره الامريكيه معها على مشاهدة أسير اسرائيلي واحد أنهكه الجوع بينما تمارس سياسة التجويع والاضطهاد ضد 2 مليون إنسان يتم حصارهم بالقطاع عبر سياج من النيران، وتنتهك القانون الدولي في مقاومة المحتل الذي أجاز للشعوب مقاومة الاحتلال بكل وسيلة ممكنة ومتوفرة، وهذا ما يناصره المجتمع الدولي كما مصر التى ستخرج تلبية لنداء الأزهر الشريف من اجل قل كفى ؛ لهذا الحصار الظالم ؛ كفى لهذا العدوان السافر ؛ كفى للصمت الدولي المتغاضي عن هذه المجازر ؛ كفى للسبات العربي الذي أخذت مصر تنشد عنوانه بمسيرة عنوانها سيكون مع الفدائي الثائر على جور الاحتلال ؛ وعلى مرارة الخذلان من قانون دولي متخاذل.

إن الأردن وهو يشاطر مصر فى التعبير ويناصر الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير، فان الاردن يقف مع مصر بكل قوة رافضا الاحتلال مهما حملت عناوينه من لبوس شيطانية، كما يرفض التهجير وسياسات الاستفزاز التى ما فتئت تشعلها إسرائيل في القدس والضفة كما في غزه هاشم الابيه ويؤكد وفوقه مع مصر كما يقف مع قضيته المركزية التي عنوانها فلسطين بتحية عنوانها تحيا مصر وتحيا فلسطين.