بدم بارد و بدون أي رحمة أو تردد أمسك سلاحه وأطلق النار..رزان الكعابنة

 

جريمة مؤلمة شهدتها محافظة الكرك، بعد مقتل شاب رميا بالرصاص على يد شخص نزعت من قلبه الرحمة والشفقة.
لم يفكر بقلب أمه تلك المسكينة التي أفنت شبابها، وقدمت حياتها وصحتها في سبيل تربية أبنائها. ولم يراع ذلك الأب الذي لم يذخر قرشا، ولم يُضع دقيقة من عمره، في سبيل تأمين حياة كريمة لمن يرى فيهم الأمل والنور.
ثم يأتي شخص من العدم ليسلب حياة شاب كانت حياته عزيزة على كل من عرفه.
لا استطيع حقا أن أتخيل أن هناك بشرًا يعيشون بيننا بهذه الوحشية وهذا البرود، وكأنهم مصاصو دماء.
الزمن الذي وصلنا إليه بات زمنا مقرفًا وقبيحا، ملينا بالكراهية والحقد والحسد والغيرة، والنفاق وكل ذلك من أجل دوافع تافهة لا قيمة لها.
لا أعلم ما هو الذنب العظيم الذي اقترفه هذا الشاب المسكين، حتى يدفع حياته ثمنا له.
لا استطيع تخيل حال مجتمعنا بعد عقد أو عقدين من الزمن.
هل ستفقد الرحمة والشفقة؟
هل منتجرد من ثوب الإنسانية لنرتدي ثوب الانتقام؟
إلى أي حال وصلنا؟
هل أصبح القتل كمن يلقي التحية ويقول “السلام عليكم”؟
هل وصل بنا الأمر إلى هذا الحد من الجهل بديننا الحنيف؟
ألم نتعظ من قصص الأقوام السابقة؟
ألم نتعلم من رسولنا الكريم، رسول الرحمة، الذي بالرغم من كل ما تعرض له من أذى، كان دائما يعفو ويصفح؟
تلك الدروس لم ترو لنا عبثا، بل كانت لحكمة عظيمة.
ولكن حين تغيب العقول، ويمتلئ القلب بالسواد… من يعيد الرصاصة إلى غمدها؟