يهينون أنفسهم جهلا بجهلي ! د. حازم قشوع

أرى الأعداء كالأطفال بضعفهم … وأشعر بالاسى عليهم من حالهم واقوالهم … فهم لا يهينون إلا أنفسهم … عندما يكشفون عن توسعات أوهامهم … يقولون وكأنما يقول المنزل … الذي يجب عليه أن يطاع ويقبل .. وهم بذلك يظنون أن تطلعاتهم مقبولهٌ وما هى الا ظنوناً يؤثمون عليها ولن تكون في نهاية المطاف إلا فى مخلفات التاريخ، الذي ينبذه شاهدها عليهم كلما ذكروا و طاف عليهم طيف ذكرهم بما فعلوا و اقترفوا … يا نتنياهو يا رأس الدولة دع اوهامك جانبا فلقد بأن صنيعك وبانت جرائمك عند العالم أجمع، بعدما انكشف غطائك ولم يبقى عليك غير ورقة التوت الامريكيه التى مازالت جاهدة تحاول ستر عورتك وتجميل جرائمك ضد الإنسانية، وانت مازلت تخوض معركة تخسرها كل يوم ولم تربح سوى الخزي والوهم والأحقاد لشعبك الذي ضاق بصنيعك ذرعا، وأخذ يلفظ ما تقف عليه من أوهام لم تكن صالحة فى الماضى ولن تكون مجدية للحاضر والمستقبل.

اعلم علم اليقين أن تصريحات نتنياهو بالإفصاح عن أوهامه تأتي لتوجيه رسالة إلى القمة القطبيه فى الاسكا بعيد انعقادها، التى راح يكشف فيها عن أحلامه التوسعية التى تريد عبرها إسرائيل الكبرى لتتحقق فى عهد القيصر نتنياهو، وهو الجهبذ الذي راح ليفصح عن ما يريد وما يصبوا لتحقيقه تجاه خارطة اسرائيل الكبرى التى حدودها من الفرات إلى النيل، وهذا ما جعله يذهب بعيدا في بيان تصوراته وهو يقول وينشد عن خارطة أوهامه التي يريد أن يأخذ اراضى من مصر ولبنان وسوريا وكل فلسطين وأجزاء من الأردن، وكأن هذه الأراضي لا حماية لها فهى كالأوراق التي يمكن قصها حيث يشاء واعادة لصقها حيث يريد ونسى أو تناسى نتنياهو أن هذه التصريحات الاستفزازية الصادرة عن رأس الدولة في إسرائيل تحمله مسؤولية سياسية كما مسؤوليه قضائية، وتضع المجتمع الإسرائيلي في طور المنبوذ إن لم يقم على خلعه باعتباره يهدد الأمن القومي الاسرائيلي للخطر، وهو بذلك يضعف كل مناخات التطبيع التى كان يمكن تحقيقها مع مجتمعات المنطقة، وهى التصريحات التى من المفترض أن يقوم المجتمع الاسرائيلي على ادانتها واستنكارها كونها تحول الصراع القائم إلى صراع عقائدي غير محسوب بالوجه وبيان التوجه ومآله.

إن آلة الحرب العسكرية الاسرائيلية وهى تستعد لاجتياح غزة المدينة بأوامر صادرة عن رأس الدولة وحكومة تل أبيب الإرهابية، عليها ان تدرك انها تواجه امه فى موقعة غزة هاشم الصابره على جور المجتمع الدولي وقلة حيلته على وقف الحرب الوحشية التي يقودها نتنياهو، ليس لاستئصال حماس كما دأب ليقول بل لاحتلال غزة والقدس والضفة فى الوجبة الأولى، ليستكمل من بعد ذلك عدوانيته بتربص الثعلب الماكر ليقوم بالاستحواذ على ما تبقى من مشروعه التوسعي في الجنوب اللبناني والسوري كما في الخاصرة الشرقية المصرية والخاصرة الغربية للأردن، وهو المشروع الذي سيجعل من كل هذه الدول التى تقف مكتوفة الأيدي بل ستذهب الى خيارات اخرى فى الدفاع عن القيم الإنسانية وعن السلم الإقليمي والسلام الدولي وفي رفع يد نتنياهو عن قطاع غزة ولو بالقوة، فإن تصريحات رأس الدولة بهذه التوقيتات لا تفهم إلا في سياق إعلان حرب، وهذا ما سيجعل الدول المحيطة بإسرائيل من عقد لقاء تشاوري للرد المناسب اذا لم تقف الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية ببيان موقفها إزاء هذه التصريحات العدوانية المرفوضة التى ما أهان فيها نتنياهو إلا نفسه جهلاً وتجهيلاً.