عندما احتل العدو الصهيوني الغاشم الضفة الغربية بدأ العرب بتنفيذ مشروع استنكاري دبلوماسي سياسي كبير لاستعاده الأرض المحتله ولا زال قائما لغاية الآن.
ومع تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رؤية “إسرائيل الكبرى” لضم أجزاء من الأردن ومصر وسوريا ولبنان.بدأت مرحلة جديدة من الكفاح العربي اللفظي المنفعل رسميا وشعبا، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمدونات البسطاء، ورشقوا نتنياهو بكل انواع والوان التهديد والوعيد والسباب والشتيمة.
وأجريت مقابلات القت على مسامعنا ما يشبه تحليلات الانفعال الشعبي. واستخفت بما قاله الرجل واعتباره مجرد حكي فاضي واحلام وهلوسات والتقليل من أهمية التصريح.
لكن الواقع يخالف هذه المواقف الكلامية التي برع العرب بصياغتها. فنتنياهو مجرم صريح، وهو واضح تمام الوضوح، ودائما يفعل ما يقول. وسيبدأ بالخطوات التنفيذية الكاسرة بدعم أمريكي اوروبي كالمعتاد، والطريق أمامه ممهده في ظل حالة التفكك والهزال العربي، وليس ثمة عوائق عسكرية عربيه في مسار تحقيق اهدافه. ولن تخرج المقاومة العربية عن طابعها الدبلوماسي والسياسي المعتاد، وستكون نسخة مكرره عما فعلوه للمطالبه باستعادة الضفه ووقف حرب غزة . والذهاب لمجلس الأمن، وإصدار بيانا شجب واستنكار. والتشديد على ضرورة. والتحذير من مغبة، وما الى ذلك من عبارات مستهلكة بلا وزن أو قيمة، إضافة لمؤتمرات ومباحثات واجتماعات عابره لا تفضي إلى نتيجه.
لا…الموضوع ليس بهذه السطحية والتهديد تهديد فعلي كبير. والعدو يمتلك قوة عسكرية ضاربة، ويفرض نفوذه وسيطرته سياسيا وعسكريا بضغوط امريكية صارمة على العرب… الكثيرون منهم في حالة استسلام وتحالفوا معه واقاموا علاقات ودية. والعدو أيضا يفتك الان بالضفة الغربية وغزه، وأحتل اراضي لبنانية وسورية مجددا. وسيطر على كامل المنطقه باسناد أمريكي مباشر.. فيكفينا إذن هرج وثرثرة.