هذا ما قلناه و أنكرتموه، وهذا ما انكشف وبان، فماذا أنتم فاعلون؟ بقلم: د. رلى الحروب

 

وأخيرا غرد نتنياهو وكشف ما بقلبه وعقله واتضحت نواياه الحقيقية من وراء الحرب التي يشنها منذ عامين والتي طالت فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وايران، وهذا ما حذرنا منه مرارا ولم نكن نجابه إلا بالاستهزاء والاستخفاف، وكان أدعياء الوطنية يردون على تحذيراتنا بأن علينا ان نرتاح فنحن محميون، ولنترك الأمر لأجهزة الدولة المختصة.

اليوم يعترف نتنياهو بأنه في مهمة تاريخيّة وروحية لإقامة اسرائيل الكبرى، وخطورة تصريحاته تكمن في وجود دعم أمريكي مطلق بوجود ادارة ترمب، وتصريحاته السابقة بصغر حجم اسر.ا.ئيل وضرورة توسعة أراضيها ،ووجود يمينين دينيين وسياسيين وقوميين اكثر تطرفا من بعضهما في كل من أمريكا واس.را.ئيل.

والأخطر انه قد تم العمل طيلة ٤٥ سنة على إضعاف النظم في هذه المنطقة المنكوبة، والإطاحة بكل الدول التي تمثل ثقلا في الإقليم، اما عبر إسقاط نظم الحكم او عبر إغراقها في صراعات أهلية لا تنتهي او كليهما معا، واضعاف قوى المقاومة وحصارها والتواطؤ لنزع سلاحها، واستسلام معظم الأنظمة للقدر الصهيو-أمريكي، بل ورهن مقدرات دول المنطقة للعدو وداعميه واحتضان داعميه بقواعدهم العسكرية وتسليمهم مقاليد القرار، فماذا نحن فاعلون؟ وماذا أعددنا من عدة؟

نستطيع سلفا أن نتكهن بردود الفعل من أشباه المسيسين أبواق الصه.يو.نية ، فهم سيهونون مما قاله نتنياهو ويبررونه بانه يسعى الى استعادة شعبيته في الداخل إلا.سرا.ئيلي في ظل الضغوط عليه، ولكن، ان كانت اسرائيل الكبرى هي مفتاح اعادة شعبيته، وبقائه في الحكم، وان كان في مهمة تاريخيّة وروحية عبّر عنها أصلا في كتابه ” مكان تحت الشمس” الصادر في تسعينيات القرن الماضي
فان الوقت الراهن هو الوقت المناسب للسعي إلى تحقيق هذا الهدف، فمن سيردعه بالله عليكم والنظام الدولي منهار وفي حالة اعادة تشكل، ومؤسساته مشلولة، وتوازنات القوى مختلة، ودول المنطقة وشعوبها في الحال الذي هي عليه؟؟.

صحيح أنه ليس كل ما يريده نتنياهو وترمب يمكن ان يتحقق بالضرورة، ففي هذه المنطقة شعوب تملك العزم والإرادة وتعشق أوطانها وتتمسك بحريتها، ولدول هذه المنطقة رغم تشرذمها وضعفها الظاهري وزن ديموغرافي وجغرافي وسياسي واقتصادي وتاريخي يفوق الكيان أضعافا مضاعفة، وهذه الشعوب لن تسمح للمحتل بتدنيس أراضيها، وغزة الصغيرة المحاصرة خير دليل على ان الكف قد يناطح المخرز، ولكن هل اعددنا العدة للتعامل مع هذا السيناريو الذي بات وشيكا والذي اعترف به العدو بانه الهدف النهائي لكل افعاله؟

ما قاله نتنياهو ليس زلة لسان ولا محاولة لاستعادة شعبية مفقودة، بل إيمان حقيقي وقناعة راسخة تحركه وتحرك حكومته بأحزابها اليمينية المتطرفة، بل وتحرك اكثر من نصف المجتمع الاسرا.ئيلي بحسب استطلاعات الرأي، وقد سبق أن عبر سموتريتش وزير المالية عن ذلك اكثر من مرة، حين قال إننا نؤمن بآسرا.ئيل الكبرى وسنحققها رويدا رويدا، كما أن وزير الدفاع الأمريكي الحالي سبق أن خاطب الاسرا.ئيليين وطلب منهم استثمار ادارة ترمب لإقامة هيكل سليمان الثالث وتحقيق حلم الارض الموعودة، فهذه الفرصة والدعم اللامتناهي واللا مشروط قد لا يتكرر، وكذلك فعل السفير الأمريكي في الكيان الذي يتفوق بصهيونيته على صهاينة الايباك انفسهم.

قلنا إننا في مرحلة فارقة وان ما هو مطروح على الطاولة شرق اوسط جديد وأسرا.ئيل الكبرى فاتهمنا بأننا من أنصار نظريات المؤامرة، وكأن منطقتنا خلت يوما من المؤامرات، وكأن وعد بلفور وسايكس بيكو لم يكونا إلا مؤامرة!!!

يا أيها السادة استيقظوا من أحلامكم الوردية، فنتنياهو يعتقد أنه ملك اليهود ونبيهم الجديد، وقد اعد عدته طيلة ثلاثين عاما ويزيد، واعد اسلافه عدتهم طيلة قرنين من الزمن، وحان وقت القطاف، فماذا انتم فاعلون؟