أسامة الرنتيسي –
تابعت معظم ما نشر من أخبار وتقارير وصور وحتى محضر الاجتماع الذي اعدته الهيئة المعنية عن أعمال “ملتقى الحوار حول وحدة التيار الديمقراطي”، بمشاركة عدد من الأمناء العامين للأحزاب بغياب حشد والوحدة، وشخصيات سياسية مستقلة، وقيادات نقابية وبلدية. بدعوة من الحزب المدني الديمقراطي.
بحسب وكالة الأنباء الرسمية (بترا) فقد ناقش المشاركون فرص وآفاق تعزيز وحدة التيار الديمقراطي وواقع الأحزاب السياسية وتعزيز حضور التيار الديمقراطي كقوة فاعلة قادرة على التأثير في السياسات العامة، وتقديم رؤى ومعالجات بديلة من خلال حوار مسؤول ورؤية مشتركة تجاه أبرز القضايا الوطنية (كلام مدحبر).
وقرر المشاركون تشكيل هيئة متابعة لوضع الرؤية العامة والمبادئ الأساسية وصيغة العمل، لعرضها على الملتقى في اجتماع موسّع مقبل كما قدّمت عدة توصيات تبنّاها الاجتماع وأحالها إلى هيئة المتابعة.
لا أريد أن أكسر مجاديف كل من قام على هذا الملتقى والاجتماع، فالنِّيات لا تصنع نتائج ولا مستقبلًا، وعدد الملتقيات والاجتماعات التي عقدت في السنوات الأخيرة من أجل وحدة التيار الديمقراطي لم يصل أي منها إلى نتيجة مُرضِية، ولنا في التجربة الأخيرة للانتخابات النيابية الماضية كيف بقي التيار الديمقراطي مفسخا بحيث ترشح كل حزب لوحده، وحصد الجميع الفشل والنتائج المؤلمة.
لا أمل في وحدة التيار الديمقراطي، والكلام المعسول الذي يقال في هذه الاجتماعات يسقط فور عودة الأمناء العامين والمكاتب السياسية للأحزاب الديمقراطية اليسارية والقومية إلى مقراتها، فهناك ذاتية مفرطة في كل الأحزاب، ولا يُضْمِر حِزبٌ أيَّ تقدير واحترام للأحزاب الأخرى، بل كيد ومناكفات و”شوفة حال” بأن كل حزب أفضل من الآخرين.
طبعا؛ لا ننسى العقدة التأريخية للأحزاب القديمة التي تأسست قبل عشرات السنين، والتي ترى ذاتها أحق من الأحزاب الجديدة في السيطرة والقيادة، والسبب الرئيس الذي أفشل اي تحالف لهذه الأحزاب في الانتخابات الأخيرة هي الغدد المتورمة عند هذه الأحزاب، وأنها لا تقبل أن تكون ثانيا في أي تحالف، فالكل يقاتل على رقم واحد فقط.
حتى الأحزاب التي تتآلف في التيار الديمقراطي وتشكل حزبا جديدا، يبقى الحال داخل هذا الحزب جماعة فلان وجماعة علان، ولا تغيب هذه المعادلة في كل مفصل عند تشكيل لجنة أو انتخاب هيئة، أو التوافق على أسماء للانتخابات.
لو قرأ المجتمعون في فندق الدايز إن نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة والأرقام التي حصلت عليها بعض الأحزاب القومية واليسارية لضبوا الطابق وتخلصوا من أوهام وحدة التيار الديمقراطي بأحزابه القومية واليسارية القديمة والجديدة.
الدايم الله…