في مشهدٍ موسيقي وثقافي عربي مليء بالتحديات، برزت الفنانة الأردنية لينا نقل كصوتٍ مختلف؛ صوت لا يكتفي بالترنيم والغناء، بل يسعى إلى التحرير، وإلى فتح مساحات جديدة للمرأة وللروح معًا، وقد عُرفت بلقب “The Liberating Voice” – الصوت المُحرّر – وهو توصيف دقيق يجمع بين حضورها الفني ورسالتها الإنسانية.
بين الموسيقى والعلاج الشمولي
لينا نقل ليست فنانة فقط، بل هي أيضًا مستشارة شمولية تمزج بين الموسيقى وفنون العلاج بالطاقة والوعي. من خلال ورشاتها وجلساتها التحويلية، تساعد النساء على التحرر من الخوف والعار، والانطلاق نحو حياة أكثر وعيًا وتمكينًا. هذه الثنائية بين الفن والشفاء الروحي جعلت من تجربتها حالة خاصة في العالم العربي.
جذور فنية وإنسانية
نشأت لينا في عائلة محبة للفن، درست في مدرسة الأهليّة للبنات ثم حصلت على شهادة في إدارة الأعمال من New England College في المملكة المتحدة. ورغم عملها لفترة في مجال العلاقات العامة، إلا أنّ شغفها الحقيقي بالموسيقى قادها لتأسيس Liberty Production Studios في جبل اللويبدة – عمّان، كمساحة للإبداع والإنتاج الفني.
أعمالها الفنية
قدّمت لينا عددًا من الألبومات والأغاني التي تركت أثرًا في الساحة الفنية الأردنية والعربية:
ألبوم “Turath” (2006) الذي ضم 13 أغنية تراثية، وخصصت عائداته لصالح مؤسسة الحسين للسرطان.
أغنية “Song for Peace” متعددة اللغات، التي حملت رسالة إنسانية عابرة للحدود.
أغنيات ناجحة مثل “Inta ou Bas” و*“Hams El Leil”* و*“Ya Shams”*.
كما مزجت في حفلاتها بين الغناء والعزف على البيانو والرقص التعبيري، مقدمة عروضًا تحمل طابعًا مسرحيًا مثل “Transcending the Stars” و*“Nostalgia”*، حيث يوظف الفن كأداة للتعبير عن الذكريات والتجارب الإنسانية.
إشادة بحضورها وصوتها
ما يميز لينا نقل ليس صوتها العذب فحسب، بل الحضور الطاغي الذي تفرضه أينما حلّت. فهي تمتلك قدرة فريدة على أسر الجمهور، إذ تجمع بين الكاريزما الطبيعية والعمق الإنساني.
تتمتع بصوت رخيم جميل، يجمع بين الدفء والقوة، قادر على ملامسة الروح وإيصال أعمق المشاعر بصدق وأصالة. حضورها الفني يضاعف أثر صوتها، لتغدو تجربتها الغنائية حالة استثنائية تنسج مزيجًا من الإحساس والإلهام، ويصبح كل عرض لها نافذة للحرية والصدق.
رسالة اجتماعية
بعيدًا عن الفن، خاضت لينا معارك إنسانية واجتماعية. أطلقت مبادرة “Equality in Christian Rights” التي تسعى لتحقيق العدالة والمساواة للنساء في قضايا الميراث والحضانة. كما شاركت في دعم مرضى الزهايمر عبر جمعية “الحن غور”.
رحلة شخصية ملهمة
لم تكن حياتها خالية من التحديات؛ فقد مرت بتجربة طلاق صعبة وأزمات نفسية مرتبطة بالقلق والخوف. لكن الفن كان سبيلها للتحرر، والتحوّل من المعاناة إلى الإلهام. ومن هنا جاءت فلسفتها: أن يكون الغناء والعطاء رحلة شفاء جماعية، لا مجرد أداء فني.
تجربة لينا نقل، تتجاوز حدود الأغنية لتصبح حركة تحرر إنساني وروحي. فهي فنانة لا ترى الفن ترفًا، بل وسيلة للتمكين والتغيير، ورسالة أمل في عالم يحتاج إلى أصوات صادقة وجريئة.