خدمة العلم. الرأي والرأي الآخر فايز شبيكات الدعجه

هدف خدمة العلم هدف عسكري بحت، وغايتها دفاعية حربية حصرا، وجاء قرار تفعيلها عقب التهديدات الصهيونية باحتلال جزء من اراضي الجوار . لذلك فإن توسعة المفهوم يعتبر تمييع واحباط سيفضي الي فشل مبكر لأساس الفكره وجوهرها.
يجب الاكتفاء بمدة الثلاثة اشهر التي تم الإعلان عنها للتدريب العسكري، وهي مدة كافية لتعليم استخدام الأسلحة الخفيفة وأساسيات الانضباط العسكري. وعليه فأن مدة التسعة اشهر الأخرى في برنامج وزارة العمل هي مدة زائدة عن الضروري، وتخرج المسألة عن مسارها الحربي، ولن تخدم غاية الاستعداد العسكري والمواجهة ضد العدو الصهيوني.
لا يمكن الفصل بأي حال بين تصريح نتنياهو وبين ردة الفعل الأردنية الصارمة بالاعلان المباشرة عن تفعيل خدمة العلم، وذلك يعني استشعارا وطنيا بدخول الإقليم بأزمة جديده زاحفة تضاف إلى مُجَمََع الازمات التي يفتعلها العدو وتُدخل المنطقة في مضيق مرحلة ساخنة تستوجب المزيد من الاعداد ورباط الخيل.
قرار خدمة العلم إجراء عسكري خالص يقدم الدليل على أن الأردن أخذ التصريح المعادي على محمل الجد، وبدأت معه الحكومة خطتها لحماية الوطن ووضعتها موضع التنفيذ المباشر ما إن أعلن عنها سمو ولي العهد الأمير حسين بن عبدالله الثاني .
يجب المحافظة على تماسك القرار كي يبقى قرارا عسكريا نقيا بلا شوائب تحت أي مسمى أو ذريعة مرتبطة بسوق العمل، فالحرب شأن وسوق العمل شأن آخر منفصل، والتدريب على المهن الخفيفة لا شيء فيه من رباط الخيل.
من الضرورة لتقوية فكرة المشروع الوليد وتعزيز مناعته إزالة العبارات التجميلة المرافقه لترويح البرنامج، ووقف الحديث عن صقل الشخصية والهوية الوطنية وتطوير وتأهيل الشباب الأردني لينخرطوا في معترك الحياة متسلحين بالعزيمة والإصرار ومهارات وتدريبات تمكنهم من رسم مستقبل مشرق لهم ولوطنهم. مثل هذه العبارات الإنشائية قيلت كثيرا مع انها لا تتوافق مع متطلبات المرحلة العدوانية الحاسمة ، ومن الحكمة فصل تعلم المهن عن حرب ربما تكون وشيكة.
اظن ان تعزيز القيم والهوية الوطنية وترسيخ قيم الانتماء لتراب الوطن الغالي هو مبدأ راسخ ومستقر ويشمل غير المشاركين بخدمة العلم . وهو اولا واخيرا لن يتحقق بدورة تدريبية مؤقتة.
مهمة الدفاع منوطة بالجيش، والقوات الأردنية المسلحة قادرة لوحدها على القيام بدورها لتعليم المشاركين قواعد الجندية وتؤهلهم لحمل السلاح وصد العدوان، وهي بذلك لا تحتاج إلى شركاء.