نجاح مكافحة الإرهاب في سيناء ..الأكاديمي مروان سوداح

كثيرة هي الأخبار التي تتحدث عن عَودة عَمليات الجيش المِصري البطل في سيناء لمكافحة الإرهاب. واليوم، حين يتابع العَالَم برُمّته دولًا وشعوبًا وتنظيمات مختلفة أحداث أفغانستان الأليمة، لا يلتفت سوى الخبراء وبعض الصحفيين وأقلية من المُهتمين لهذا الإرهاب الذي يُطل برأسه من جديد في المُثلث السينائي المِصري الإستراتيجي، بعد هدوءٍ استمر أشهرًا طويلة. الإرهاب في أي موقع عربي هو خطرٌ داهم على الأمن السياسي والعسكري والاجتماعي العربي بأجمعه.
مِصر كانت في كل التاريخ القلب النابض للعَالَم العربي، وستبقى كذلك في كل المستقبل وإلى يوم الدين. وكل ما يجري على تراب الشقيقة الكُبرى مِصر، يؤثّر بصورة مباشرة وفورية على كل الوطن العربي، وليس فقط على تلك الدول المُتاخمة لمِصر.
قبل إعداد هذه المقالة، كَشَفَت بعض الأخبار الواردة من مِصر، عن أن عمليات الجيش المِصري لقصم ظهر الإرهاب متواصِلة. وبَيَّنَت، أن هذه التحركات العسكرية مستمرة لمُلاحقة العناصر الإرهابية وسط وشمال سيناء، ونجحت في القضاء على عددٍ منهم. كما لفت خبر آخَر إلى “أنه واستكمالاً لجهود القوات المسلحة للقضاء على العناصر الإرهابية بوسط وشمال سيناء، تمكّنت قوات مكافحة الإرهاب من ضبط 15 بندقية آلية وكميات من الذخائر مختلفة الأعيرة، و20 خزنة بندقية آلية، بالإضافة إلى مصادرة عددٍ من الدراجات النارية التي تستخدمها العناصر المسلحة في تنفيذ عملياتها الإرهابية. كما تم وضع اليد على عددٍ من الهواتف المَحمولة، ومنظاري ميدان، ومبالغ مالية من مختلف العِملات”. زد على ذلك، تُشِير الأخبار المِصرية، إلى أنه وبالتزامن مع قيام القوات البحرية بتكثيف عملياتها القتالية وحماية الأهداف الإستراتيجية وتأمين المصالح الاقتصادية المِصرية، يجري تفعيل آليات البحث والإنقاذ في البحرين الأحمر والمتوسط. من جهة أخرى، أشار بيان الجيش المِصري، إلى تنفيذ حملة مُوسَّعة للقضاء على الزراعات المُخدّرة بجنوب سيناء، نتج عنها القضاء على 842 مزرعة لـِ”انجو” و”نبات الهيدرو” المُخدِّر، و1114 مزرعة لنبتة “الخشخاش”.
يبدو، أن الإرهاب في سيناء عاد ليطل برأسه المُحْتَر، ومِن الواضح أن قوىً أجنبية عديدة، لا تريد لمِصر أن تَنعم يومًا بالهدوء والسكينة والاستقرار الأمني والاجتماعي والمزيد من التطور الاقتصادي والصناعي والزراعي، تزامنًا مع تعاظم العدوانية الإثيوبية – الصهيونية بمواجهة مِصر التي لا تريد تلك القوى العدوانية أن تبقى مِصر في المُقدمة، فيتم بالتالي استهداف الدولة المِصرية وشعبها بتنشيط العمليات الإرهابية في خاصرتها الشرقية، التي تُشرف على قناة السويس، المَمَر المَائي الإقليمي – الدولي الحيوي للعَالَم بكُليّتهِ، استنزافًا للطاقات المِصرية المُتعاظِمة في مناخِ السَلام والأمان الذي صنعته الرئاسة المِصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
يؤكد الزميل الإعلامي والكاتب المِصري الشهير جميل عفيفي في إحدى مقالاته، أن مِصر تخوض حربًا حقيقية شاملة في سيناء في الوقت الذي لا تتوقف فيه المؤامرات على البلاد من عناصر داخلية وخارجية، ولكن جيش مِصر قادر على إفساد كل تلك المؤامرات، وإعادة مِصر إلى مكانتها وقدرتها ليس في منطقتنا فقط، بل وعلى مستوى العَالم أيضًا. ويستطرد قائلًا في تحليله للوضع القائم وأسبابه: “يأتي ذلك في الوقت الذي يَسعى فيه الغرب إلى عدم وصول مِصر إلى مرحلة القضاء على الإرهاب في سيناء، وهذا ما فعلته الولايات المتحدة بعدم إعطاء مِصر طائرات الأباتشي التي تواجه الإرهاب في سيناء.. وإن الغرب لا يرغب في إفشال مُخطَّطه في الوقت الحالي، وذلك بدعمه الإرهاب لإثارة الفوضى في “منطقة الشرق الأوسط”، وإيجاد ذريعة أمريكية للتدخل في المنطقة مرة اخرى”.
يبدو أن القوى العالمية المناوئة للسلام الشامل في منطقتنا العربية، مهتمة “باستمرار العمل الدؤوب!” لتصل إلى “نتائج سريعة وبيئة ملائمة!” لتوظيف وتوطين الحروب والأزمات بين العرب، وبينهم وبين منظمات وعناصر الإرهاب الدولي، وهي كما يُجمع المتخصصون، “السبيل الأمثل” للقوى العدوة لوقف تقدّمنا الحضاري، سعيًا من الأعداء للإبقاء على منطقتنا إقليمًا فاشلاً يُتِيح لقوى النهب العالمي بمختلف تسمياتها وألوانها حرية اِغْتَصَابَ خيراتنا، وللتخلص من مراكز الوعي السياسي المتعددة فيها، لتُبْقِي على حضارة مزدهرة في جانب واحد في كرتنا الأرضية، هي حضارة وثقافة وتقاليد غربية غريبة علينا، وسائدة على وطننا الغَنِي بخيراته والثروات التي تكتنزها بواطِن أراضينا الشاسعة المُمتدة من مياه الخليج شرقًا، إلى أمواج المحيط الأطلسي غربًا.
تَحيا الشقيقة الكُبرى مِصر وقيادتها الحكيمة دائمًا وأبدًا.. وهي ستَبقىَ المِثَال الذي يُحتذى اليوم وغدًا وبعده وعلى المَدى، تمامًا كما كانت في تاريخها العريق الطويل والمجيد.
… ؛