العاقل والمتزن… أحمد يوسف يوجه رسالة مفتوحة لقيادة حماس الحالية

العاقل والمتزن…. أحمد يوسف يكتب
رسالة مفتوحة من أحمد يوسف المستشار السياسي ل إسماعيل هنية رئيس الوزراء سابقا لقيادة ح،ماس الحالية .
إخواني الكرام..
منذ بداية حرب الإب،ادة على قطاع غ،زة، كنّا ندرك أن نتن،ياهو سيفعل كل ما بوسعه لإطالة أمد الحرب، وأن المفاوضات التي يجريها ليست سوى عبثٍ مقصود، غايتها شراء الوقت لتمرير سياساته في القتل والتجويع والحصار. لقد اتخذ قضية الأسرى الإس،رائيليين ذريعةً لاستمرار عدوانه، واستمرأ اللعب بهذه الورقة أمام الأمري،كيين والرئيس ترام،ب على حدٍّ سواء.
وبسبب هؤلاء الأسرى ندفع كلَّ يومٍ ضريبةً قاسية؛ مائة ش&يدٍ من خيرة شباب هذا الوطن، إضافةً إلى ما يستغله نتن،ياهو من استمرار هذا الواقع ذريعةً لمواصلة تدمير ما تبقّى من منازل وأطلال في قطاع غ،زة، حتى يغدو القطاع قاعًا صفصفًا لا يصلح للحياة.
إخواني، لسان حال أهلنا في الداخل يصرخ: ارحمونا! فقد خارت قوانا تحت سياسة التجويع، ولم يعد لدينا طاقة ولا حيلة لتحمّل المزيد من الألم والإذلال.
إخواني الأحبة..
تعاطَوا بإيجابية مع مبادرة ترام،ب، رغم ما تنطوي عليه من ظلمٍ وجور؛ فأنتم لا تفاوضون في ظروف عادلة، بل تواجهون عالمًا متآمرًا يسعى للتخلّص منكم ومن قضيتكم. حتى محيطكم العربي والإسلامي، رسميًا وشعبيًا، قد خذلكم، وأصابنا جميعًا بصمته وعجزه بالصدمة والذهول.
إن ما تبقّى بين أيديكم من الجنود الإس،رائيليين، أحياءً كانوا أم أمواتًا، لن يُغيّر شيئًا في موازين القوى. تفهّموا أنكم خسرتم جولة، ولا سبيل لتغيير الحال قبل أن تتغيّر الموازين من حولنا؛ فالحربُ دولٌ، وهي سجالٌ بيننا وبين عدونا. نعم، خسرنا نهاية هذه المواجهة، لكننا كسبنا الرأي العام الغربي إلى صفّنا، وربحنا معركة الرواية. وهذه مكاسب ثمينة ستدفعنا لتغيير طبيعة المواجهة، كما فعلت جنوب أفريقيا في ثمانينيات القرن الماضي حين خاضت عقدًا كاملًا من النضال السلمي في المحافل الدولية والمنابر الحقوقية، حتى انهار نظام الأبارتهايد بعد أن تخلّت عنه أمريكا، فعاد الحق إلى نصابه.
هذا نداءٌ ومناشدة — لعلّ وعسى — أن نقطع الطريق على سياسة التهجير القسري التي يخطّط لها نت،نياهو واليمين الص،هيوني المتطرّف، بدعمٍ من الإنجي ليين المتص،هينين الذين يوجّهون سياسة ترام،ب ويشاركونه حرب الإب،ادة علينا.
غايتنا من وراء هذه المناشدة أن نغلق الباب أمام ذرائع نت،نياهو، وأن نعزّز صمود شعبنا وثباته في أرضه. نحن — أهل النزوح — لم يعد لدينا ما نمليه عليكم أو ننصحكم به؛ فالموت يحيط بنا، ويرقد إلى جوارنا في خيام النزوح، يلازمنا ليلًا ونهارًا.
ختامًا.. إنها مناشدةُ طالبِ شهادة، لا رجاءَ طالبِ حياة.
اللهم إني قد بلّغت.. اللهم فاشهد.