فلسطين دولة تحت الاحتلال ! د. حازم قشوع

بقوافل بحرية ممتدة من إسبانيا مرورا بتونس إلى غزة هاشم، تسيير تظاهرة إنسانية من أجل رفع الحصار عن انسان غزة تواكبها مسيرات برية تعتبر الأضخم بالتاريخ الحديث، تشارك فيها معظم العواصم الدولية ممثلة بنيويورك وكاليفورنيا ومدريد وبرشلونة وباريس ولندن وجاكرتا وأمستردام وبرلين وبرازيليا وجوهانسبرغ، وهى جميعها ترفع شعاراً لوقف حرب الابادة عن الشعب الفلسطيني في القدس والضفة كما قطاع غزة، كما تقوم سفينة “فلسطين الدولة” بفتح قنوات دبلوماسية استعدادا لموقعة فلسطين الدولة التى ستقام فى الثلث الأخير من شهر أيلول الحالي في نيويورك، حيث تنعقد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتى ينتظر أن يشارك فيها الوفد الفلسطيني على الرغم من محاولة إدارة ترامب عرقلة دخول الرئيس والوفد الفلسطيني إلى حيث انعقاد الجمعية العمومية التى سيكون فضائها ملبد بسحب فلسطين الدولة، وهذا ما يعني أن القوافل الانسانية قررت كسر الحاجز الاسرائيلي بعد مشاركة مئات البواخر في مسيرة حامله لشخصيات عالمية وازنة كما يحمل العالم على تثبيت الحق الفلسطيني بقرار دولي يقر بحل الدولتين من خلال الاعتراف بأهلية ومشروعية فلسطين كعضو عامل في الأمم المتحدة.

كما تستعد منظمة التحرير الفلسطينية لإعلان الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال، وبهذا ستكون فلسطين الدولة هي الكيان الوحيد تحت مظلة الأمم المتحدة الذى يقبع تحت الاحتلال، وهذا ما يجعلها تفرض وجودها رغم كل محاولات المحتل الذي مازال يحاول طمس الهوية الفلسطينية ويرفض حل الدولتين كما يرفض حل الدولة الواحدة ويسعى لتهجير الشعب الفلسطيني بالقوة عبر سياسة وحشية ينتهجها تقوم على التجويع من اجل التهجير والتدمير بهدف الترحيل، وهذا ما جعل العالم يقف لنصرته لحمايته من براثن المحتل لدعم حصول الشعب الفلسطيني على الاعتراف الأممي سيما وأن ذلك سيجعل القضية الفلسطينية توضع فى منزلة أعلى دبلوماسيا ومستوى اعتباري أممي سيزيد من ثقل هويتها النضالية واهلية حضورها الدولية، وهو العامل الذي سيكون له انعكاس على شرعية فلسطين الدولة كما القانون الانساني سيكون الى جانبها على المستوى الرسمي والأهلي، ولن تستطيع في حينها حكومة تل أبيب من مواجهة العالم والقانون الدولي.

وفى ظل هذه الخسارة الدبلوماسية الكبيرة تحاول حكومة تل أبيب بقيادة حكومة التطرف والابادة من النيل من عزيمة الشعب الفلسطيني تارة على الصعيد الميداني بشن حملات مسعورة في الضفة الغربية والقدس والدخول في معركة ابادة جماعية في مدينة غزة، كما تقوم فى تارة أخرى بعرقلة سفينة الدولة بالضغط على فرنسا وبعض الدول العربية بهدف الحصول على تفاهمات ترجىء قيام الدولة الفلسطينية عبر إدخال الجميع في أتون مفاوضات، وهذا ما يجب أن يتم رفضه شكلا بعد كل الفظائع التي ارتكبتها حكومة تل أبيب بحق القانون الدولي والإنساني قبل أن يكون عبر إبادة شعب الحرية الذي أبى أن يكون إلا حيا رغم كل الصعاب، وأبى إلا أن يكون مدافعا عن حقه فى العيش بكرامة، وأخذ يقول فلسطين لن تموت ما بقي طفل فلسطيني على هذه الأرض وصوت قيمي يدافع عن فلسطين أيقونة الحرية.

ان الأردن وهو يقف مع الشعب الفلسطيني سياسيا ودبلوماسيا رسميا وشعبيا، فان الاردن من وحي إيمانه بعدالة القضية الفلسطينية سيبقى يشكل للشعب الفلسطيني المظلة الدبلوماسية التى تجد له مخرج لحضور الجمعية العمومية، كما سيبقى يشكل للشعب الفلسطيني أرضية صلبة يقف عليها من اجل ايصال صوته سيما وأن فلسطين هي عقيدة هاشمية كما هي قضية مركزية للشعب الاردني يحملها الأردني كما الفلسطيني والعربي كونها تمثل روح القانون الدولي بنصوصه ومضامينه، وهو المحتوى الذي جعل من الجميع ينشدون معا من أرض النشامى “فلسطين لم تمت ولن تموت وستبقى حية فى الضمير الانساني حتى جلاء المحتل وإقامة الدولة وفقا للقانون الدولي حتى لو كانت فلسطين دولة تحت الاحتلال !.