كتب توفيق المبيضين
لوحظ في الآونة الأخيرة ، تركيز الحكومات و المؤسسات الرسمية وكثير من الجهات على ما تم تسميتهم بـ “المؤثرين” وإعطاءهم الأهمية والأوولية على حساب الإعلاميين المهنيين والصحفيين ، وهذا بدا واضحا في كثير من المناسبات الرسمية في الآونة الأخيرة ..!!
آخر هذه المناسبات والفعاليات كان يوم أمس الإثنين، – ولم نكن على علم به – ، حين اقيم وافتتح مؤتمر إقليمي بعنوان” السياحة المستدامة نحو مستقبل أفضل”، والذي اقيم في فندق لاند مارك بعمّان وكان برعاية رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز وحضور عدد كبير من المسؤولين،حيث في هذا المؤتمر كانت الملاحظات التالية.
– تم تخصيص وتسمية 3 طاولات في الصف الثاني كتب علي كل منها ” المؤثرين” ،وبالطبع حُجزت وكتب على طاولات الصف الأول/ الرئيسبة اسماء الجهات الرسمية وممثليها، والاخيرة، هنا، منطقية وصحيحة.
– لم يتم تخصيص أي طاولات ولم يكتب علي أي منها ” ممثلي وسائل الإعلام “..!!
– تم وضع أماكن طاولات مدراء السياحة في الخلف، وبعد خلف طاولات المؤثرين .
ما يعني هنا وأفهمه،ان منظمي المؤتمر، لأ يعنيهم ولا يهمهم حضور ممثلي وسائل الإعلام المسجلة والمرخصة ، وإن حضروا ، فعلى اي منهم ان يجد اي مقعدا فارغا لهه ليجلس عليه، وإن لم يجد ، فالارض واسعة ومفروشة بـ “بالموكيت والسجاد” وليجلسوا عليها ، إن رغبوا بذلك ؟
أحد الحاضرين، وأثناء المداخلات وطرح الأسئلة ،قام بطرح هذه الملاحظة ، لكن للأسف فإن الإجابة لم تكن مقنعة وكانت أشبه بالتهرب الدبلوماسي من قول الحقيقة …، فيما بدا واضحا، ان عهد الصحافة والإعلام بنظر كثير من الجهات قد ولى ، وان العهد الحالي هو ” للتفاهة والمحتوى الرديئ”، مع إحترامي الشديد لكثير من المؤثرين من أصحاب المحتوى الجيد والوطني والغني بكل ما فيه من إفادة”، وفي ذات الوقت، مسجلا “إحتقاري” لكل من سمى نفسه او اسماه الآخرين “مؤثرا” ، ويقوم بالتقليل من الدور الوطني الأردني الإيجابي أو إنتقاده في مختلف القضايا المفصلية والمهة ، أو يقوم بنشر محتوى سيء ورديئ ، أو يقوم بإحتقار والده ووالدته وجده وجدته، ويظهرهم على شاشات الموبايل والفيديو على وسائل التواصل، مستهزئا بهم، لمصالحة الخاصة الضيقة،ولزيادة عدد مشاهديه ومتابعيه لغايات الحصول على المال..!!
برأيي ، يتوجب على وزارة الإتصال الحكومي وهيئة الإعلام ، دراسة هذه الظاهرة الخطيرة الخاصة بتجاهل دور وموقع المؤسسات الصحفية ومندوبيها ومراسليها، وعمل ما تراه مناسبا حيال هذا الموضوع ، حفاظا على كرامة وهيبة الصحافة والإعلام ، هذا إن بقي لهذا القطاع، “هيبة وكرامة” وطبعا ، إن رغبت الحكومة، وأرادت الإبقاء على هذه الكرامة لهذا القطاع الهام والحيوي المهتم في إبراز الوطن والدفاع عنه وعن قضاياه إضافة لدوره الرقابي في إبراز الإختلالات ونقاط الضعف الموجودة لدى كثير من الأجهزة الحكومية ..!!؟؟
وأخيرا ، ادعو الزملاء في كافة المؤسات الإعلامية المسجلة والمرخصة، إن لم يجدوا لهم مكانا مخصصا و محجوزا لهم في هكذا فعاليات ، إبداء إعتراضهم على ذلك أولا، وثانيا ، مغادرة الفعالية فورا ، مع حجب أي أخبار تخص هذه الفعالية وعدم بث ونشر أي خبر عنها ، فمن لا يقدرك ويحترمك ويهمشك، لا تحترمه ولا تضع له اي إعتبار ..!