أمير السلام في الدوحة الهاشمية. د. حازم قشوع

تحط طائرة الأمير تميم بن حمد أمير دولة قطر فى رحاب بني هاشم بحاضنة اردن النشامى، التي أكدت على صدق وقوفها مع قطر الدولة والنظام وبينت على لسان مليكها أن أمن قطر هو من صميم الأمن الأردني، وأن العدوان على قطر يعتبر عدوان على الأردن، ورسالة للسلام التي تحملها قطر نيابة عن الأسرة العربية والدولية التي قام بتجسيدها العالم أقيمت ثلاث قمم فى يوم واحد إسلامية وعربية وخليجية، كما حرص مجلس الأمن الدولي للتضامن مع قطر الدولة والنظام بعد العدوان السافر الذي تعرضت له قطر من قبل كيان الاحتلال.

وهذا ما جعل من الأردن يكون الى جانب قطر منذ اللحظة الأولى، زيارة ولي العهد الأمير الحسين على الفور للدوحة، ومشاركة الملك عبدالله في أعمال القمة فى الدوحه القطريه، ومبادرة الملك عبدالله على بيان موقف ثلاثي – ثلاثي جاء بمشاركة الأمير تميم والرئيس السيسي والملك عبدالله مع الوزير الأول البريطاني والكندي والرئيس الفرنسي لتؤكد جميعها على ثابت الموقف الأردني تجاه الأمن القطري، وتبين عمق العلاقات الأخوية التى تجمع البلدين وعلى متانة العلاقة الصادقة التي تجمع الملك عبدالله مع أخيه الأمير تميم بن حمد.

وهى العلاقة التى يعول عليها لتكون مفتاح السلام للمنطقة وقضاياها خصوصا ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية وهى تدخل فى نقطه مفصليه دبلوماسية تجاه مشروع الدولة الذي أصبح قيد الإقرار الأممي، كما في الحالة السورية التي تدخل هى الأخرى فى منعطف حاد من أجل تثبيت وحدة الجغرافيا السياسية السورية، وهذا ما يجعل من عناوين هذه الزيارة تحمل عناوين استراتيجية من المهم البناء عليها فى بناء أمن المشرق العربي في معركة حفظ أمن واستقرار المنطقة وشعوبها ضد التغول الاسرائيلي الذي راح يضرب السلم الإقليمي والسلام الدولي، وهو الكيان الذي أخذ يشكل عنوان مارق على القانون الدولي وعلى المرجعيات الإنسانية الناظمة للمبادىء والقيم التي أنشئ عليها لما تقف عليه دوحة قطر من دور ولما تحمله دوحه بنى هاشم من رسالة.

وان الامير تميم بن حمد وهو يزور الاردن بهذا التوقيت السياسي بعد قمم قطر الثلاث إنما ليؤكد على وحدة حال تيارين إقليميين فى مواجهة التحديات الإقليمية الراهنة، وهذا ما يتوقع أن يفضى الى بناء حالة سياسية أمنية في المشرق العربي قادرة على حفظ أمن المنطقة ذاتيا بعد التحفظ الذي أبداه الأمير تميم على الاتفاقيه الامنيه القطرية الامريكية فى الزياره الأخير للوزير الأمريكي روبيو، التى ذهبت لتطبيع العلاقات الخليجية الإسرائيلية من باب الاتفاقية القطرية الأمريكية للدفاع المشترك عبر السياسة الأمريكية التي تقوم على الأمن مقابل – التطبيع.

وهذا ما يفتح بوابه عمل واسعة من أجل بناء أرضية أمنية عربيه مشتركه تدخل فيها الاردن ومصر بإطار شراكة عضوية مع مجلس التعاون الخليجي في فضاءات متعددة بالخيارات والتوجهات تبتعد فيها عن الانغلاق على الذات، وهو مدخل يجده كثير من المراقبين أنه يشكل خير رد لوقف استباحة الفضاءات العربية بهذه الظرفية السياسية التي اصبحت بحاجة الى وحدة الصف الأمني والعسكري في المشرق العربي من أجل وقف كل اشكال التدخلات الإقليمية وإعادة ترسيم نظام الضوابط والموازين عبر وضع خطوط حمراء يستوجب على الجميع عدم تجاوزها امنيا وسياسيا كما انسانيا، ترسيخا للقانون الدولي والمواثيق الأممية الدبلوماسية.

ان الملك عبدالله وهو يستقبل أخيه الأمير تميم بن حمد فى رحاب عمان الوفاق والاتفاق بحل وترحاب، إنما ليحول المنعطف السياسي الى منطلق عربي قويم بالدفاع المشترك، وهو يؤكد على مكانة أمير السلام الأمير تميم ودوره المثمن والمقدر بإطلاق رسالة تقوم على أمن المنطقة وبيان إعمار سورية من منطلق عمان، وضرورة العمل على عودة المفاوضات الجدية من أجل وقف العدوان على قطاع غزة وكذلك دعم الجهود الدبلوماسية من أجل تثبيت الحقوق الفلسطينية بضمانه الاعتراف بالدولة الفلسطينية بالمعركة الدبلوماسية الحاصلة، والأردن يأمل بذات السياق لوضع ارضية عمل للشراكة التنموية فى مجالات الطاقة الاستراتيجية والمياه بين قطر وسوريا والأردن كما هي في الجوانب الأمنية والعسكرية، وهي أرضية العمل التى تجعل من زيارة الأمير تميم محطة فاصلة مهمة في تعزيز السلام إثر استقبال الملك عبدالله لأمير السلام في الدوحة الهاشمية.