الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني أبقى البوصلة ثابتة نحو القدس والاعتراف بفلسطين د.زهور غرايبة تكتب

العالم اليوم يستيقظ على حقيقةٍ حاول الكيان طمسها لعقود طويلة: فلسطين دولة حيّة في وجدان الشعوب وشرعية راسخة في القانون الدولي، وأن كل محاولات شطبها من التاريخ والجغرافيا سقطت وستسقط، الاعترافات الدولية المتلاحقة بدولة فلسطين لم تأتِ كهبة أو مجاملة سياسية، هي حصيلة معركة ممتدة خاضها الأحرار، وكان في طليعتهم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، الذي لم يترك منبرًا دوليًا إلا ويحمل قضيّة فلسطين على كتفيه وصوته وضميره.

منذ سنوات، والملك يخاطب العالم في الأمم المتحدة، وفي البرلمان الأوروبي، والكونغرس الأمريكي، وفي كل عاصمة من عواصم القرار: “لا أمن ولا استقرار ولا سلام في هذا العالم من دون دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس”. لا يتوقف تأثير هذه الخطابات والعبارات على أنها عبارات بروتوكولية أو لغة دبلوماسية فقط، ولكنها كانت صرخة حقّ تُحرج القوى الكبرى وتكشف ازدواجية معاييرها في مواجهة الكيان.

لولا الموقف الأردني الثابت الذي يقوده الملك، لما شهدنا اليوم هذا الزخم الدولي المتصاعد، إنها الحقيقة التي تضايق البعض: أن الأردن بقيادته الهاشمية كان وما يزال السدّ المنيع أمام مشاريع تصفية القضية، وهو الصوت الصريح الذي يذكّر العالم كل يوم بأن فلسطين ليست ملفًا ثانويًا بل قضية وجود وهوية وعدالة تاريخية.

الاعترافات العالمية تمثل صفعة سياسية للكيان، وإدانة أخلاقية لكل من ساوم أو حاول المتاجرة بالقضية، ومع ذلك، يجب أن نكون واقعيين: هذه الخطوة ليست نهاية المسار، بل بدايته. فالعالم وإن اعترف، ما زال عاجزًا عن وقف الجرائم اليومية، وما زال مترددًا في فرض عقوبات رادعة، وما زال يساوي ـ بوقاحة ـ بين الضحية والجلاد.

وهنا تتضح أهمية الدور الأردني بقيادة الملك عبدالله الثاني، الذي يذكّر المجتمع الدولي بلا كلل أن القدس ليست معروضة للبيع، وأن فلسطين ليست ورقة في سوق المساومات، مواقفه وخطاباته تحولت إلى أداة ضغط سياسية تزعج الاحتلال وتدفع كثيرًا من الدول إلى إعادة صياغة مواقفها.

العالم يتغيّر، وفلسطين تقترب خطوة بخطوة من انتصارها، والفضل الأكبر في الحفاظ على بوصلة العدالة متجهة نحو القدس وفلسطين يعود إلى قيادة مؤمنة بأن الحق لا يموت، وأن الصوت الصادق، حتى لو اصطدم بالعواصف، لا بد أن يوقظ الضمير الإنساني مهما طال سباته.
ومن هنا يحق لنا كأردنيين وأردنيات أن نقول عاش الملك عاش الملك عاش الملك.