أكمل النجاح: القاضي يروي تفاصيل رحلة اقتصادية ملهمة

 

خاص

كشف رئيس مجلس إدارة بنك الاستثمار العربي الأردني، هاني القاضي، في مقابلة متلفزة، تفاصيل مسيرة والده المرحوم عبد القادر القاضي، أحد أبرز الاقتصاديين العرب الذي كان وراء فكرة انشاء بنك قطر الوطني، مسلطًا الضوء على قصة نجاح العائلة في القطاع المصرفي والسياحي.

وُلد عبد القادرالقاضي عام 1934 في قرية صوريف بين الخليل وبيت لحم، وفقد والده في سن مبكرة، لكنه أظهر منذ طفولته شغفًا بالعلم والتحصيل الأكاديمي، قبل أن يغادر إلى الولايات المتحدة ويتخرج عام 1956 في إدارة الأعمال.

في عام 1964، انتقل عبد القادر القاضي إلى قطر للعمل مستشارًا ماليًا لولي العهد آنذاك سمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وساهم في بناء مؤسسات الدولة الحديثة وتأسيس وزارة المالية.

في عام 1965، طرح فكرة تأسيس بنك وطني مما أدى إلى تأسيس بنك قطر الوطني برأسمال أقل من مليوني دولار، الذي تحول لاحقًا إلى أكبر بنك عربي بأصول تتجاوز 350 مليار دولار.

وخلال اللقاء، تطرق هاني القاضي إلى فكرة تأسيس أول بنك استثماري في الأردن والوطن العربي في سبعينيات القرن الماضي، بعد الطفرة النفطية، بهدف تحويل بعض الفوائض المالية للدول العربية إلى مشاريع منتجة في الأردن، الذي اعتبره بلدًا واعدًا للاستثمار بفضل الاستقرار السياسي والاقتصادي والقوة البشرية المؤهلة والمنظومة القانونية المتقدمة. وأشار القاضي إلى أن البنك جذب استثمارات محلية وعربية من قطر وأبوظبي وليبيا والسعودية، وكان نقطة انطلاق للعديد من المستثمرين للدخول إلى السوق الأردني. كما أكد على أهمية التعاون بين الأجيال، مشيرًا إلى تجربته مع والده التي ارتكزت على توافق تام في الرؤى والمبادئ، مما ساهم في نجاح المشروع.

وأضاف القاضي أن نشاط العائلة امتد لاحقًا إلى فلسطين بعد اتفاقيات أوسلو عام 1993، لتأسيس أول بنك استثماري مرخّص من قبل السلطة النقدية الفلسطينية، بهدف دعم البنية التحتية واستقطاب الاستثمارات في الدولة الفلسطينية الناشئة.

وفي مجال السياحة، قال القاضي أن العائلة قامت بتأسيس الشركة المالكة لفندق فور سيزونز عمان، الذي أصبح معلماً بارزاً في الأردن، مؤكدًا أن المشروع تم تمويله بالكامل من المساهمين دون أي قروض بنكية لتقليل المخاطر المالية. وأوضح أن الفندق استضاف منذ افتتاحه في مايو 2003 شخصيات بارزة من ملوك ورؤساء ووفود رسمية، ما عزز مكانته الفندقية على المستوى الإقليمي والدولي.

وأكد هاني القاضي أهمية القيم الأسرية والتربية، وأشاد بدور زوجته مدام رنا المفتي القاضي في دعم نجاحاته وتحقيق توازن بين العمل والحياة الأسرية. واعتبر أن النجاح يعني التفوق بالأداء والإنجاز واستغلال الفرص المتاحة مع اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب، معتبراً أن كل ما تعلمه من والده كان أساسًا لمسيرته المهنية الناجحة.

ويُعد القاضي نموذجًا مُلهمًا للشباب العربي، حيث جسدت مسيرته قصة نجاح بدأت من تحديات اليُتم والبساطة، وانتهت بصناعة مؤسسات مصرفية وسياحية رائدة على مستوى المنطقة والعالم.