حين تتكلم الشظايا: حكايات ناريمان أبو إسماعيل بين الانكسار والبوح ‎




‎حوار تبارك الياسين مع الكاتبة ناريمان ابو اسماعيل


‎في زمن يلهث وراء إيقاعه السريع، تقف القاصة الأردنية ناريمان أبو إسماعيل في مجموعتها القصصية “انكسارات على حبات المسبحة” (دار اليازوري، 2024، بدعم من وزارة الثقافة الأردنية) لتصوغ مرايا متكسّرة تعكس وجوه الروح الإنسانية.
‎المجموعة التي تضم 26 قصة قصيرة وقصيرة جدًا، ليست مجرد سرد، بل رحلة عبر تشظيات الذات المحاصرة بالخذلان الاجتماعي والاقتصادي والديني والثقافي. أبطالها يواجهون “الآخر” بكل سلطاته، فيما تتجلى أصواتهم غالبًا عبر ضمير المتكلم، حيث يتحول البطل إلى سارد يعري التناقض بين الإحسان والجفاء.



‎١ـ ما الذي ألهمكِ لاختيار عنوان “انكسارات على حبات المسبحة”؟ هل يرمز إلى الصلاة كوسيلة لمواجهة الانكسارات، أم إلى الذكريات المؤلمة التي لا تُمحى، خاصة مع الصراع الداخلي بين الإحسان والخذلان؟



‎ج-العنوان جاء من صوره شعرتُ أنها تختزل روح المجموعه فالعبارات على حبات المسبحة اتخذت أبجدية مغايرة فلم يعد الخيط الذي يؤلف بين حباتها سوى سنوات أعمارنا موزعة على عدد انكساراتنا




‎٢- في المجموعة، تتكرر مواضيع الانكسارات النفسية والاجتماعية والاقتصادية، مثل الخذلان والتجبر. كيف اخترتِ هذه الثيمات، وهل تعكس تجارب شخصية أو ملاحظاتكِ كمعلمة في المجتمع الأردني؟

‎ج-الانكسار وللأسف حاضرٌ بيننا وبات يشكل كل ملامحنا بشكل او بآخر بعض القصص خرجت من تجاربي الشخصية وبعضها الاخر من ملاحظاتي اليومية كمعلمة أحتك بالطالبات وألمس صراعهن مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية فأردت ان أكتب عن هذه الانكسارات بصدق لأنها واقع نعيشه


‎٣ -ما هي القصة الأقرب إلى قلبكِ في المجموعة، مثل “غرق” أو “خذلان” أو “حادث مروري”، ولماذا؟ هل هناك قصة كانت الأصعب في الكتابة، خاصة تلك التي تتحدث عن تحطم الأحلام وفشل الخطط؟

‎ج-ربما (غرق)هي الأقرب لقلبي لأنها ترمز لحالة الغرق الداخلي التي نعيشها عندما تتكاثرالضغوط فنبحث عن يدٍ تنقذنا دون وعي منا أننا نحن الأجدر بإنقاذ أنفسنا بما نملك من قدرات أما الأصعب فكانت (خذلان)لأنها كتبت بجرح ما زال ينزف ولأنها صفعتني بكل أسئلة الأحلام التي لا تتحقق رغم مشروعيتها وبساطتها


‎٤ـ المجموعة تضم 26 قصة قصيرة وقصيرة جداً، بعناوين موجزة مثل “موت” و”رقص” و”قرار”. كيف قررتِ على هذا التنوع في الأطوال، وكيف ساعد ذلك في إبراز “المعاني المتعددة” للانكسار، مع ربط العناوين كأم وأبناء؟


‎ج-أردت أن تعكس بنية القصة أشكال الانكسار فهناك انكسارات تحتاج نفسًا قصيرًا لتكثيفها بكلمة أو مشهد وهناك ما يحتاج لكثير من البوح فأعطيه مساحةً أطول ليروى فجاءت العناوين موجزة لكل منها هويته لكنها جميعها تصب في نهر واحد



‎٥ـ كيف يعكس عملكِ المنظور النسوي في مواجهة سلطة الآخر، حيث تظهر امرأة تستغيث بصمت بحس مرهف؟ هل كان هناك تحدٍّ في كتابة أصوات ذكورية أيضاً، خاصة في سياق الخذلان الاجتماعي أو الثقافي؟

‎ج-نعم حاولت أن أجعل للمرأة حضورًا خاصًا أمرأة تصرخ بصمت وتقاوم بوعي ولم أُرد أن يكون صوتها ضد الرجل بل صوتًا مواجهًا لسلطة الاخر أيًا كان سواء كانت هذه السلطة اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية
‎الصوت الذكوري كان تحديًا لكنني سعيت لأكون منصفة ولأكشف أن الخذلان ليس حكرًا على جنس دون اخر



‎٦- لغتكِ سلسة وغير معقدة، مع لمسات شعرية خفيفة. كيف طورتِ هذا الأسلوب، وهل تأثر بتجربتكِ كمعلمة في بناء الحوارات الداخلية للشخصيات، ليصل الألم دون تكلف؟

‎ج-لغتي سلسة وغير معقدة وجاء هذا طبيعيًا من حبي للغة ومن تجربتي فأنا أتعامل يوميًا مع البساطة والوضوح ورسالتي أن اعبر عن الالام والانكسارات دون تعقيد أما اللغة الشعرية التي تظهر أحيانًا هي جزء من صوتي الداخلي وتأتي عفو الخاطر دون تكلف



‎٧ـ يُشار إلى أن معظم الانكسارات في القصص ترجع إلى سلطة الآخر (اجتماعية أو اقتصادية أو دينية). كيف ساهمتِ في إبراز هذه السلطة كمصدر للألم والغضب، وهل تعكس قضايا أوسع في المجتمع الأردني؟

‎ج-المجتمع الأردني كأي مجتمع عربي مليء بصور السلطة
‎سلطة المال سلطة العادات سلطة الدين هذه السلطات تتداخل لتصنع أوجاع الناس حيث أن الإنسان مجبول على الحرية فحاولت أن أكتب عن هذه السلطات بجرأة مهذبة وبحس إنساني فالقضية ليست فردية على الإطلاق



‎٨ـ ما الرسالة الرئيسية التي تريدين أن يأخذها القارئ من “انكسارات على حبات المسبحة”؟ هل الانكسار ليس نهاية، أم أنه بداية للنهوض ؟

‎ج-الانكسار ليس نهاية بل لحظة مواجهة وهو بداية للنهوض وبداية لفهم أنفسنا بشكل أعمق فكتبت لأن الكتابة شكل من أشكال النجاة



‎٩ـ هل تخططين لعمل قادم يتابع هذه الثيمات، مثل استكشاف الشفاء بعد الكسر، أو التركيز على جوانب أخرى من الصراع الداخلي؟


‎ج-نعم أفكر بعمل جديد ربما يستكشف الجبر بعد الكسر ويرى الضوء بعد العتمة فكل نص أكتبه هو خطوة في عملية البحث التي لا تنتهي عن الذات وعلاقتها في العالم أجمع

الاســـــــم كاملا: ناريمان محمود مصطفى ابو اسماعيل
مكـــان الولادة : عمان
تاريـــخ الولادة : 21/4/1979
المؤهلات العلمية: المؤهل(بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه)، اسم الجامعة، مكانها، وسنة الحصول على المؤهل.
البكلوريوس: اللغة العربية وادابها /الجامعة الاردنية /عمان /2001
الماجستير : دراسات مرأه تخصص جندر/ الجامعة الاردنية /عمان /2010 )

المؤلفات:
عنوان الكتاب، تخصصه، اسم دار النشر أو المطبعة، مكانها، سنة الصدور
1- فلسفة البياض (مجموعة قصصية) /دار فضاءات /2012
2- انكسارات على حبات المسبحة/دار اليازوري 2025