الصحافة الالكترونية الى اين ؟ شفيق عبيدات

قبل شهرين كتبت مقالة عن الاعلام الاردني عنوانها ( كيف نطور اعلامنا الاردني ) وتحدثت عن مسيرة الاعلام والصحافة الاردنية حسب وجهة نظري والكثيرين من العاملين والذين عملوا في المؤسسات الاعلامية والصحفية , وقلت وقتها في مقالتي ان الحرية وفق القوانين الناظمة لهذه الوسائل , وليست الحرية المقيدة هي اهم الركائز التي يعتمد عليها تطور وسائل الاعلام والصحافة فضلا عن توفر قيادات كفؤه وكوادر كفؤه و موازنات مالية تحقق اهداف وتطور تلك الوسائل … وقلت ان الاعلام يجب ان يكون اعلام وطن وليس اعلام حكومات .
سقت هذه المعلومة لأتحدث عن الصحافة الالكترونية ( اي المواقع الصحفية الالكترونية ) وبشكل خاص ما تمر به هذه الايام من ظروف قاسية تهدد مستقبلها ووجودها ومحاصرتها بسن تشريعات , لا اقول عرفية بل اكثر من عرفية لان القوانين والتشريعات العرفية ايام الاحكام العرفية التي شهدناها على مدى عقدين من الزمان كانت والله ارحم من هذه الايام وهذه التشريعات … وانا من الجيل الذي شهد فترة الاحكام العرفية في عملي وزملائي تلك الفترة كان لدينا الحرية والجراءة اكثر من ما يمر به الزملاء في الوقت الحالي في العمل الصحفي واخص الصحافة الالكترونية ( اي المواقع الصحفية الالكترونية ) .
لقد شهد بلدنا الاردن مراحل مهمة في حريات صحفية مميزة في واحدة في فترة الخمسينيات الذي اعطى الصحافة حرية واسعة قانونا لمطبوعات والنشر الذي صدر عام 1953 بموجب الدستور الاردني الذي صدر بعهد المغفور له جلالة الملك طلال طيب الله ثراه والمرحلة الثانية الحريات التي منحها
قانون المطبوعات والنشر الذي صدر عام 1993 بعد ان اطلق المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه نهاية الثمانينات من القرن الماضي والغى قوانين الاحكام العرفية .
ان التناقض في اصدار القرارات والقوانين والانظمة التي نشهدها هذه الايام وفي عهد حكومات متعاقبة , قوانين تقيد الحريات وقوانين تطالب برقمنة الاعلام والصحافة مما يزيد تقييد الحريات اما رقمنة الصحافة الان لم تتحقق هذه الرقمنة في ظل وجود تشريعات تكمم الحريات , فالرقمنة هي ان نصل الى العالمية في الاعلام والصحافة ونحن في الاردن لدينا صحافة رقمية وهي ( الصحافة الالكترونية) التي يريد البعض اجهاضها وقتلها وايقافها عن العمل … ومن يسعى لفعل هذا الامر فهو لا يريد للصحافة والاعلام التطور والنجاح .
فالصحافة الالكترونية ( المواقع الصحفية الالكترونية ) صحافة وطنية بامتياز وهي التي استطاعت ان توصل صوت الاردن مواقفه المشرفة من القضايا الوطنية والقومية وخاصة القضية الفلسطينية الى العالم وما تبقى من وسائل الاعلام وصحافة بقيت صحافة محلية فلماذا تتم معاقبة المواقع الصحفية الالكترونية بقرارات تهمش مسيرتها الوطنية والقومية وجرأتها في كشف الفساد وغيره من تجاوزات لمسؤولين في مراكز القيادة في بلدنا العزيز الغالي .