السهيل: “الرجل والمرأة جناحان متكاملان لا تزدهر الحياة إلا بانسجامهما” عمان-
بدعوة من جمعية سماء الثقافة رعت الدكتورة الشيخة سارة طالب السهيل في المكتبة الوطنية حفل أشهار كتاب “المرأة والرجل… كل في دنياه” للدكتور زياد الشدفان وشكرت السهيل جمعية سماء الثقافة والأديبة هيام ضمرة والشاعر الدكتور عدنان السعودي .
وأكدت السهيل في كلمتها امام الحضور من الادباء والنقاد والكتاب وقالت نحن أمام كتاب قيم للدكتور الشدفان الذي يسرد قصة الحياة التي بدأت بآدم وحواء لذلك الحياة، منذ فجر الخليقة، قامت على شراكة أصيلة بين الرجل والمرأة، منذ أن خلق الله آدم وحواء وجعل بينهما مودة ورحمة، فكانا أساس التكوين الإنساني وبداية مسيرة العمران والاستخلاف في الأرض. فهما ليسا نقيضين متنافرين، بل جناحان متكاملان، لا يستقيم أحدهما دون الآخر، إذ لا تُبنى الأوطان ولا تزدهر المجتمعات إلا بتعاونهما وانسجام أدوارهما.
وأشارت السهيل وقالت فالمرأة والرجل، في جوهر العلاقة، يشكلان صورة من التكامل الذي يحقق التوازن للحياة؛ فالرجل بما يحمل من قوة وعزم وسعي، والمرأة بما تمتلك من حنان ورعاية وصبر، يلتقيان ليصنعا معًا منظومة إنسانية متكاملة. المرأة تمنح الحياة معنى بحنانها وعاطفتها ودورها التربوي الذي يغرس القيم في النفوس، والرجل يسندها بجهده وكفاحه وحمايته، ليكونا معًا صمام الأمان للأسرة والمجتمع.
وأضافت السهيل منذ القدم وحتى اليوم، بقيت هذه العلاقة محورية في بناء الحضارات؛ فالأمم التي كرّمت المرأة وحفظت مكانتها إلى جانب الرجل، هي الأمم التي نهضت وتقدمت، بينما المجتمعات التي اختلت فيها هذه المعادلة عانت من الضعف والانكسار. ولعل أجمل ما يجسد هذه العلاقة هو فكرة “الزوجية” التي تقوم على التكامل لا التنافس، وعلى التفاهم لا التناحر، فهي ليست مجرد رباط اجتماعي، بل رابطة وجودية تحفظ للإنسان كيانه ومعناه.
وأكدت السهيل أن الرجل والمرأة شريكان في حمل رسالة الحياة، يتقاسمان المسؤولية في مواجهة التحديات، ويتعاونان في بناء الأجيال وصناعة المستقبل. فكما أن الرجل لا يكتمل دوره من دون المرأة، فإن المرأة لا تكتمل رسالتها من دون الرجل، وهذه هي سنة الله في خلقه، أن جعل كلًّا منهما معينًا وسندًا للآخر.
ولذلك حين نحتفل بكتاب الدكتور الشدفان وقوة الطرح والجرءة فإننا نتأمل في مسيرة الإنسانية، ندرك أن سر البقاء والازدهار كان دومًا في هذه الثنائية المتناغمة، التي جمعت بين العقل والعاطفة، وبين القوة والرحمة، وبين السعي والرعاية. إنهما معًا لوحة متناسقة الألوان، لا جمال فيها إن غاب أحد مكوناتها
فجزيل الشكر والتقدير والاحترام للدكتور زياد الشدفان.
بدوره شكر الدكتور زياد الشدفان الدكتورة والكاتبة والأديبة سارة طالب السهيل على ورعايتها لاشهار كتابه وسط هذا الحضور من الكتاب والادباء والنقاد وقال كتاب “المرأة والرجل… كل في دنياه” يتناول العلاقة بين الرجل والمرأة من زوايا متعددة تجمع بين الجانب الديني والإنساني والبيولوجي والنفسي. يبدأ بالحديث عن أصل الخلق المشترك للرجل والمرأة وما يحمله ذلك من دلالات على وحدة المصير الإنساني، ثم ينتقل إلى إبراز الحياة التشاركية بينهما باعتبارها أساس الاستقرار والتوازن، حيث لا تقوم الحياة على طرف دون الآخر، بل على التعاون والتكامل وتوزيع الأدوار بعدالة. يتوقف الكاتب أيضًا عند الجوانب الفسيولوجية التي تميز كل جنس وما ينتج عنها من اختلافات طبيعية تؤثر على طريقة التفكير والمشاعر والتصرفات، ويشرح كيف يمكن فهم هذه الفروق لاستخدامها في بناء علاقة أكثر انسجامًا بدلاً من أن تكون مصدر خلاف أو صراع. ويخلص الكتاب إلى أن الرجل والمرأة وإن كان لكل منهما دنياه الخاصة بما يحمله من خصائص وسمات، إلا أن حياتهما لا تستقيم إلا في إطار من المشاركة والتكامل، حيث يشكلان معًا الصورة الكاملة للإنسانية.
الأستاذة هيام ضمرة ترى أن المرأة والرجل هما نسيجان متكاملان في بناء الحياة، لكل منهما بصمته التي لا يمكن الاستغناء عنها. فالرجل يشكّل دعامة القوة والحماية، فيما تمنح المرأة المجتمع روح الرحمة والاتزان، وهما معاً يصنعان منظومة متوازنة تنهض بالأخلاق والقيم والعمل.
وتشير ضمرة إلى أن الأدوار الاجتماعية ليست منافسة بين الطرفين، بل هي تفاعل خلاّق يثري التجربة الإنسانية ويمنحها تنوعاً وعمقاً، مؤكدة أن التقدّم الحقيقي يتحقق عندما ندرك أن نجاح كل طرف مرهون بوجود الآخر وتعاونه الصادق.
الشاعر الدكتور عدنان السعودي الذي أدار اللقاء قدم عددا من قصائده التي تناسبت مع عنوان الكتاب الذي يتمحور حول المرأة والرجل وسط تفاعل الحضور مع هذا الشاعر الكبير والغزير الإنتاج والإبداع.