يا جبل كنعان ما يهزك ريح د. حازم قشوع

مخطىء من يعتقد أن فلسطين يمكن تصفيتها، أو إن قضية فلسطين يمكن قتلها، فهي ليست ورقة يمكن تمزيقها لهذا المستعمر او ذاك المحتل لكنها صخرة صمود وعنوان تحدي، تنكسر عليها كل الدسائس المؤامرات التى تستهدف الإحلال والترحيل فلقد مر على القضية الفلسطينية الكثير من امثال هؤلاء خلال قرن من الزمان الكثير من الموجات العاتية التى استهدفت تصفيتها بإنهاء وجود شعب الحرية على ارض نهر الخلود الذي يحمل بداية البشرية وبداية الإنسانية كما سيحمل نهاية الادميه على أرض الحشر والرباط، ففي كل مرة كانت مكائدهم ترد على أعقابها لأن فلسطين ليست قصة جغرافية فحسب بل هي عقيدة فكرية تحمل في طياتها الحضاره الانسانيه لاسيما وأن الفكر كما الصخرة الصبوره ستبقى ماثلة للعيان مهما طغت من أمواج رواسي التعرية والتجوية لكي تنال منها وقد تفعل لوقت لكنها ستبقى حية لا تموت كونها تحمل دلالة حق وصوت عنوانه العدالة، وهذا ما جعل من فلسطين تشكل أيقونة الحرية عند الجيل القادم الذي يحمل عنوان جيل زد ( Z )!.

فلقد قدم الشعب الفلسطيني الكثير من التضحيات من أجل حريته حتى شكل ايقونه أخذت فيها فلسطين العقيدة تمثل صوت الأمل وعنوان رجاء عند الامة لاعادة قوامها وعودة مكانتها بين الأمم، وهذا ما جعلها مؤشر استقلال وبيان صحوه فإن خفض صوتها بالمشرق العربي هب لنجدتها أهل المغرب وإن صمت عنها جنوب العالم سرعان ما إنتفض من أجلها شماله في إيطاليا وإسبانيا كما فى أمريكا والمانيا وبريطانيا، وهذا ما جعل من فلسطين تشكل الضمير الحي عند كل الشعوب وتصبح راية فلسطين ليست راية وطنية بل هي راية إنسانية يحملها شباب نيويورك من أجل الدفاع عن المواطنة كما شباب لندن لذات القضية في مسألة انتخابهم لعمدة مدينتهم تغليبا للمواطنة على العرقية.

وكما تحملها كل الأصوات التي تنادي بضرورة وقف الفوارق الاجتماعية فى المجتمعات التى طغت عليها الرأسمالية الموحشة كما تحمل راية فلسطين كل الشعوب المضطهدة أو المغبونة، وهذا ما جعل من عالم ( التيك توك ) فى المشهد الذى نعيش يرسم صور استفزازية من مشاهد غزة تؤثر على قوافل الشباب والنخب المدنية يتركون أعمالهم ويمتطون البحار من أجل رفع الحصار عن فلسطين لنصرة غزة الأبيه، مؤكدين وقوفهم مع فلسطين أيقونة الحرية و صخرة الصمود وعنوان الرجاء لوقف غلو السلطة بعنوان جبروت التسلط القهري على القانون الدولي والحقوق الإنسانية.

فلن تنال موافقة الشعب الفلسطيني على ما تقدم سلميا والامه العربية والمجتمع الدولي معه من عزيمته، والذي تم تدميره سيعاد لتعميره والذى استشهد سيعاد لولادته من جديد طالما بقيت فلسطين حية ولاده وستبقى كذلك على الدوام، لن يضيرهم خوض معركة جائرة خاضوها نالت منهم لان المقاومه لها أشكال متعددة جزء منها ميداني لكنها لها أبواب أخرى بنماذج متعددة دبلوماسية وقانونية كما هي معرفة بالتأهيل المعرفي الإنتخابي وبمناحي ترتيب القوام الذاتي، لكن من المهم الأهم بهذه الظرفية مقاومة عوامل الهجرة في ظل المناخ غير الملائم للمعيشة في قطاع غزة حتى لا تحقق حكومة تل أبيب ما استهدفت لتحقيقه ويبقى الشعب الفلسطيني مرابط على ارضه وارض اجداده يحافظ عليها كما دأب يفعل ويقاوم بصموده المحتل وهو يستعد لطي صفحة العدوان الاسرائيلي الوحشي على على قطاع غزة الصامد.

ان الأردن وهو يؤكد مشاركته للشعب الفلسطيني معركة التحرر والتحرير كما دأب يفعل فإنه سيبقى يردد خلف الملك القائد ” لن نترك فلسطين وحدها”، فكما كنا معها دائما ستبقى هذه القضية تشكل للاردنيين قضيتهم الوطنية كما هي قضية بنى هاشم المركزية، وهذا ما يجعلنا نقول بهذه الظرفية والشعب الفلسطيني ينفض غبار المعارك ويلملم جراحه “لن نترك فلسطين وحدها” حتى تعود البسمة على محيا أبنائها وينال شعبها الاستقلال وتعود القدس عربية بوصايتها الهاشمية ترسل رسالة سلام للبشرية ويا جبل كنعان ما يهزك ريح !.