في الوقت الذي كان يُفترض فيه أن تكون نقابة الصحفيين الأردنيين مظلةً لكل العاملين في المهنة، ومنبراً يوحّد الصفّ الإعلامي ويدافع عن مصالح الجسم الصحفي بمختلف أطيافه، خرج أحد الزملاء ليصف ناشري المواقع الإلكترونية بـ”الدخلاء”! وكأن الإعلام الحديث الذي فرضته طبيعة العصر والتحولات الرقمية لا مكان له في بيت الصحافة الأردنية.
المفارقة الغريبة أن النقابة نفسها تطالب هذه المواقع الإلكترونية برسوم اشتراك سنوية تبلغ (1000) دينار، وكأنها تعترف بها حين تريد جباية الأموال، لكنها تتنصل منها حين يتحدث أحد الأعضاء عن “الهوية الصحفية”! فكيف يمكن لنقابة الصحفيين أن تطالب بالدفع من جهة، وتغض الطرف عن الإساءة لمن يدفعون من جهة أخرى؟
أليس في ذلك ازدواجية واضحة ومعاملة تمييزية لا تليق بمؤسسة من المفترض أن تحمي الجميع تحت مظلتها؟
لقد كانت المواقع الإلكترونية على مدار السنوات الماضية خط الدفاع الأول عن الوطن، وصوت المواطن في الأزمات، والمنبر الذي حمل هموم الناس، خاصة في اللحظات الحرجة التي غاب فيها كثيرون.
واليوم بدل أن يكون هناك تعاون وتكامل لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها الصحافة الأردنية، نرى بعض الأصوات داخل النقابة تسعى إلى تأزيم الموقف وإشعال الفتنة داخل البيت الواحد.
المطلوب اليوم ليس الإقصاء ولا التهميش، بل حوار حقيقي يعيد للنقابة دورها الجامع
فالمهنة أكبر من الأشخاص، والإعلام لم يعد ورقة مطبوعة أو ترديداً تقليدياً لما كان، بل هو فضاء مفتوح تتقاطع فيه كل أشكال الصحافة الحديثة.
من العيب أن نصف أبناء المهنة بالدخلاء، ومن الخطر أن نغلق الأبواب في وجه التطور.
نقابة الصحفيين إن لم تستوعب التغيير وتحتضن الجميع، فستفقد تدريجياً قدرتها على تمثيل الواقع الصحفي الحقيقي في الأردن.
لقد حان الوقت لإعادة التفكير:
هل نريد نقابة للمهنة… أم نادياً مغلقاً لا يدخل إليه إلا من نرضى عنهم