الفوسفات الأردنية… قصة نجاح وطنية تتألق في الأسواق العالمية

تواصل شركة مناجم الفوسفات الأردنية ترسيخ مكانتها كأحد أعمدة الاقتصاد الوطني، بعدما حققت خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية شاملة في مجالات الإنتاج والإدارة والاستثمار، لتصبح نموذجًا للشركات الوطنية ذات الحضور الإقليمي والعالمي القوي.

فمن خلال خطط تطوير طموحة شملت تحديث مرافق الإنتاج في منجم الشيدية ومجمع العقبة الصناعي، استطاعت الشركة رفع طاقتها الإنتاجية من الفوسفات الخام والمنتجات النهائية، ما انعكس على كفاءة التشغيل وخفض التكاليف وزيادة العوائد.

وفي إطار التوسع الاستثماري، أبرمت الشركة عددًا من الاتفاقيات الاستراتيجية مع شركاء إقليميين ودوليين، من أبرزها الاتفاق الأردني – التركي لإنشاء مصنع مشترك لإنتاج حامض الفوسفوريك في العقبة بقيمة تقارب 400 مليون دولار، وبطاقة إنتاجية تصل إلى 300 ألف طن سنويًا، وهو الأكبر في تاريخ التعاون الصناعي بين البلدين في قطاع الفوسفات والأسمدة.

النتائج المالية للشركة جاءت انعكاسًا مباشرًا لهذه الجهود، إذ سجلت أرباحًا قياسية خلال الأعوام الماضية، وعززت مساهمتها في دعم الاقتصاد الوطني عبر رفد الخزينة العامة بالعوائد والضرائب، إلى جانب دورها البارز في دعم المجتمعات المحلية ضمن برامج المسؤولية المجتمعية والتعليمية والصحية.

كما نجحت الفوسفات الأردنية في توسيع شبكة صادراتها إلى أسواق آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، لترسخ موقع الأردن كمركز إقليمي لتصدير الفوسفات والأسمدة عالية الجودة، وتؤكد تنافسية المنتج الأردني عالميًا.

وفي موازاة ذلك، أطلقت الشركة حزمة إصلاحات إدارية وهيكلية عززت مبادئ الحوكمة والشفافية، إلى جانب تبنيها حلولًا رقمية متقدمة لإدارة العمليات اللوجستية وسلاسل التوريد، بما يواكب التحول نحو الاقتصاد الرقمي والابتكار الصناعي.

ولم تغفل الشركة مسؤوليتها البيئية، إذ نفذت مشاريع رائدة في مجالات الحد من الانبعاثات، وتدوير المياه الصناعية، واستخدام الطاقة المتجددة في بعض عملياتها، بما ينسجم مع أهداف الاستدامة وحماية الموارد الطبيعية.

اليوم، تمضي شركة مناجم الفوسفات الأردنية بثقة نحو المستقبل، مستندة إلى إرث وطني عريق، ورؤية استراتيجية طموحة تعزز مكانة الأردن على خريطة صناعة الفوسفات والأسمدة عالميًا، وتؤكد أن النجاح المستدام يبدأ من الإيمان بالوطن والعمل لأجله.