أبو النار..أسطورة الهزائم .عاطف أبوحجر

في زمنٍ يتفاخر فيه الناسُ بالبطولات والانتصارات، يظهر رجلٌ استثنائيّ قلبَ معايير المجد رأسًا على عقب. رجلٌ آمن أن الهزيمة ليست نهاية المطاف، بل هي بداية فصلٍ جديد من الكبرياء. ذلك هو “أبو النار”القائد الذي لم يعرف النصر يومًا، ومع ذلك ظلّ شامخًا كأنّ رايات النصر ترفرف فوق رأسه!

وحتى لا يُقال إننا نُبالغ، فإليكم إحصائيّاته الرسمية، الموثّقة في سجلات “حارة الضبع العسكرية”:
عدد المعارك: 20
عدد الانتصارات: 0
عدد التعادلات: 0
عدد التسديدات بالشبرية نحو الوجه: 0
عدد الصفعات من أبي شهاب: 20
عدد الهزائم: 20
عدد المعارك التي تسبّب بها أبو غالب: 21 من أصل 20 عدد نكشات أبو الحكم: 44
عدد مواقف الإحراج اللي تسبّب فيها أبو ساطور: 3
حتى يوم هوشة “مطعم غمّاس بلدي” ما زبطت مع أبو النار، وتعلّم عليه قدّام كل أهل الأردن.
ورغم كل هذه “الإنجازات العظيمة”، لا يزال أبو النار يسير في الحارة مرفوع الرأس، نافش الصدر، كأنّه المنتصر في حربٍ لم يُشارك فيها أصلًا.

يقول المراقبون إن أبا النار يشبه في عزيمته نادي برشلونة في دوري الأربعات؛ فريقٌ له تاريخٌ مجيد، وأسماء لامعة، غير أنّ نتائجه في الحاضر لا تُرضي حتى مشجّعًا نصف نائم.

ومع ذلك، يبقى أبو النار قدوةً في الثبات على المبدأ، لا يهمّه أن يُهزم عشرين مرة، فالمهم أن يخرج من كل هزيمة بابتسامة الواثق، وكأنه يقول:
“الهزيمة ليست عيبًا، ما دام الكبرياء واقفًا على قدميه!”

هكذا صنع أبو النار مجده الخاصّ، مجد الهزائم المشرّفة، وترك لنا درسًا خالدًا:
ليس كل من انتصر بطلاً، فربّ هزيمةٍ تُخلَّد في الذاكرة أكثر من ألف نصرٍ عابر.

كانت هذه المقالة الساخرة للمداعبة فقط، وبروح المحبة والتقدير نوجّه تحيّة صادقة إلى الزملاء عمالقة الدراما السورية الذين أبدعوا في تجسيد هذه الشخصيات المحبّبة:
العمّ نزار أبو حجر (أبو غالب)، والأستاذ علي كريم (أبو النار)، والأستاذ سامر المصري (أبو شهاب)والفنان هيثم جبر (ابوالحكم) والفنان رامز عطاالله(ابوساطور )
فلولا إبداعهم، ما كانت الحارة لتبقى حيّة في الذاكرة، ولا بقيت الضحكة تملأ قلوبنا حتى اليوم.