نوبل للسلام لامرأة: تأكيد جديد على أهمية تمكين المرأة في المجتمع.. د. سناء عبابنة

في حدث عالمي بارز، حصلت الناشطة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو على جائزة نوبل للسلام لعام 2025، في تكريم دولي يعكس الدور المحوري للمرأة في تعزيز السلام، والديمقراطية، والعمل المجتمعي. هذا الإنجاز ليس مجرد اعتراف بشخصية بارزة، بل هو رسالة قوية تعكس الإمكانات القيادية للمرأة وأهميتها الحاسمة في بناء المجتمعات وتفعيل القيم الإنسانية.
يمثل فوز ماريا كورينا ماتشادو نموذجًا رائدًا على قدرة المرأة في مواجهة القمع السياسي والتحديات الاجتماعية، مؤكدةً أن تمكين المرأة ومشاركتها الفعالة في الحياة العامة ليست خيارًا بل ضرورة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية. لقد أثبتت المرأة عبر التاريخ، ومن خلال أمثلة ملموسة مثل ماتشادو، أن قيادتها يمكن أن تكون محركًا حقيقيًا للتغيير الإيجابي.
على الرغم من التقدم الملحوظ في بعض المجتمعات، لا تزال العديد من النساء يواجهن تحديات بنيوية تعيق مشاركتهن الكاملة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. هذه التحديات تشمل نقص التمثيل في مواقع صنع القرار، العقبات التشريعية، والصور النمطية التي تحد من فرص النساء في المساهمة الفاعلة.
إن فوز امرأة بجائزة نوبل للسلام يجب أن يكون نقطة انطلاق لتفعيل السياسات والإجراءات العملية التي تعزز تمكين النساء في جميع القطاعات، من خلال مراجعة القوانين التي تحد من مشاركتهن، وتبني برامج تمكين تعزز المساواة وتكافؤ الفرص. لا بد من إعطاء اهتمام خاص للنساء في المناطق المهمشة لضمان حصولهن على التعليم والموارد التي تتيح لهن دورًا فاعلًا في صنع القرار.
هذا التكريم العالمي ليس مجرد لحظة احتفاء، بل هو دعوة واضحة للعمل الجاد نحو بناء مجتمعات أكثر شمولية وعدالة، حيث تحظى المرأة بالمساحة الكاملة للمساهمة والتأثير. ويتوجب علينا استثمار هذا الاعتراف الدولي كدافع لتسليط الضوء على قصص النجاح النسائية وتوفير بيئة تمكينية تتيح للنساء الاستمرار في مسيرة التغيير والتمكين.