لقد برهنت الإرادة انتصارها على القوة في معارك التحرر والاستقلال، وأكدت دائما تفوق الإرادة في النهاية مهما بلغت القوة اوجهها على مر المواجهات التاريخية التي خاضتها الارادة مع القوة، فكانت الإرادة دائما تحقق الانتصار في نهاية الامر، وهذا ما بينته اراده الشعب الجزائري في مواجهة الاحتلال الفرنسي، والثورة الليبية في نيل الاستقلال من الطليان، ومعارك الشعب الفيتنامي التي خاضها ضد الامريكان، وإرادة المواطنة التي حققتها جنوب أفريقيا فى عندما حققت عدالة الكيان، والشعب الهندي عندما واجه الاستعمار البريطاني بالقوة الناعمة، كما بينته بالدلائل والبرهان حرب التحرر والاستقلال التي يخوضها الشعب الفلسطيني ومازال ضد الاحتلال المدجج بغطاء من دول المركز، حتى بدأت نتائجه تتحقق بعد قرن من الصراع تخللها تلون في طريقه المقاومة وتبدل بآلياتها، ليشهد الشعب الفلسطيني حالة تبدل مواقف اخيرا تقف فيها فرنسا وبريطانيا وتبينها اسبانيا والعالم أجمع في صفه وفي صف القانون الدولي وحل الدولتين، عندما أخذ المزاج العام بالتغير وأصبحت ارادة حرية شعب تمتلك الغلبة على الرغم من مواجهتها لألة المحتل وسياسته البطش والتجويع، لتؤكد بذلك انتصار الأرض على مناخ المعارك نتيجة ثبات الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه على الرغم من كثرة الأهوال التي لم يشهد مثيلها التاريخ الحديث منذ انتهاء الحرب العالميه الكبرى.
فلقد أثبتت إرادة شعب الحرية (أن ارادة الكف قادرة على مناطحة قوة المخرز بالصبر والثبات)، وجعلت من أجواء السفن واشرعتها تكون لصالح الأشرعة الفلسطينية لتقوم بدعم شراع الحرية بتحقيق تقرير المصير لتنشد سفينة الحرية انشودة الثبات وتقول بصوت عال تأتى الرياح كما تشتهي سفينتنا نحن الرياح ونحن البحر والسفن، على الرغم من محاولات واشنطن احتواء الأزمة وتغيير اجواء المعركه نتيجة صخب الشعوب الأممية على ما تراه وتشهده من ظلم يقع على القيم الإنسانية وعلى القانون الإنساني الدولي ببيان سياسة الإبادة الجماعية وحالة الغلو بالبطش التي تمارسها آلة الحرب الإسرائيلية، إلا أن الشعب المحاصر الأعزل بينت إرادته مقدار قوتها على مواجهة اعتى قوة بعصرنا الحديث، وبالرغم من شراسة الغازي المحتل باستخدام قنابل حارقة بلغ حجم تدميرها ما قدرته اربعة قنابل نووية حسب التقديرات العسكرية، إلا أن ارادة الصمود أثبت قدرتها على تخطي هذه الزلازل والأمواج العاصفة وهى التى استهدفت ترحيل شعب الحرية وتهجيره من على أرضه، تارة ضمن جملة قصرية وتارة أخرى ضمن خطة ترحيليه، لكن كل هذه الممارسات والخطط الخبيثة فشلت في تخطي صخرة الصمود الفلسطيني التي مازالت تتمترس على أرضها وهى تجابهه المحتل بثبات عزه نظيره.
ان الاردن الذي يعتبر معركة فلسطين معركته و قضية فلسطين قضيته الوطنية كما هي مركزية لنظامه الهاشمي، فان الاردن سيبقى يشارك الشعب الفلسطيني نضالاته بوضع كل إمكاناته لمواجهة المحتل حتى ينال الشعب الفلسطيني استقلاله ويقيم دولته على أرضه، والى ذلك الحين سيبقى الأردن يقف بثبات خلف قيادته التي أخذ مليكها يرفع شعار فى هذه الاونه “إما حل الدولتين و إما الهلاك”، فمن دون ذلك ستدخل المنطقة في نفق مظلم حال بقيت الحكومة الإسرائيلية تمارس الحلول العسكرية ولا تحترم القانون الدولي، وتعمل بكل وسيلة لتهجير شعب الحرية من على أرضه وتستهدف التوسع على حساب دول المنطقة رافعه شعار نحو إسرائيل الكبرى التوراتية.
وهذا ما جعل من الملك عبدالله الثاني يقول بصوت عالي “كفى” الى هذا الحد !. فلن نكون إلا مع قضية شعب الحرية ومع القانون الدولي الذي وحده يحفظ أمن واستقرار المنطقة مهما كلفنا هذا الموقف من أحمال لأنه يعبر عن صوت الحق ومضمون السلام، وهو الصوت الذي لقي تأييد واسع من قبل اتحاد جنوب أوروبا (ميد 9) والذي راح الملك عبدالله يرسيه نهجا في بيت القرار الأوروبي على الرغم من حالة الإعياء التى بدت عليه وكادت أن تحول دون مشاركته، لكنها إرادة الملك الواثقة من حتمية انتصار فلسطين قضية الهاشميين الأولى، التي جعلته يقف مع إرادة شعب أراد الحياة بدعم صموده عبر تحرك دبلوماسي وازن، سيما أن الملك يؤمن بأن صوت الإرادة سينتصر على سوط القوة في نهاية المطاف، فإما أن يتم تطبيق قوة القانون أو الاستمرار بالمقاومة السياسة والدبلوماسية والقانونية حتى تنفيذ القانون الدولي وإنفاذ شرعية قوانينه، فإن قوة القانون أحق أن تتبع كونها مرجعية أساسية وفي الحكم وبيان الأحتكام.