أبو غزالة : الميزان التجاري بين الاردن والمانيا يحمل فرصا كبيرة للتحسين
الحاج توفيق : سنبدأ تأسيس مجلس أعمال أردني – الماني مشترك
عمان – دعا وزير الصناعة والتجارة والتمون المهندس يعرب القضاة أصحاب الأعمال والشركات الالمانية لاتخاذ الأردن بوابة للاستثمار ومركزا رئيسيا لمشروعات اعادة الاعمار في سوريا، والاستفادة من المزايا والحوافز التي توفرها منطقة المفرق التنموية للمستثمرين.
بالمقابل، أكد الوزير القضاة خلال مشاركتة بملتقى الأعمال الأردني اللماني الذي اقامته مساء أمس الثلاثاء، بعمان غرفة تجارة الأردن، اهمية العمل على أن تكون المانيا بوابة رئيسية للصادرات الاردنية لدول الاتحاد الاوروبي باكمله.
واشار الى ان الصادرات الاردنية الى سوريا تجاوزت 250 مليون دينار خلال النصف الاول من العام الحالي وهو اعلى مستوى خلال الثلاثين عاما الماضية وبزيادة تفوق اربعة اضعاف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال: أن هذا النمو يعكس زخما حقيقيا ومتناميا في العلاقات الاقتصادية الاردنية السورية ويؤكد ان الاردن بات وجهة اقتصادية محورية في المنطقة.
واشار الى افتتاح معبر باب الهوى الذي يربط سوريا مع تركيا قبل اربعة اسابيع، باتجاه واحد لغايات اعادة التصدير، مؤكدا ان صادرات الاردن من الخضار والفواكه الى اوروبا كانت قبل عام 2014 تتجاوز 500 مليون دولار سنويا وان هناك جهودا حثيثة تبذل لاستعادة هذه المستويات تدريجيا.
واكد الوزير القضاة ان الاقتصاد الوطني يشهد مرحلة نهوض واضحة مدعومة باداء قوي في مختلف القطاعات وبشراكات اقتصادية متنامية مع دول صديقة بمقدمتها المانيا، مبينا أن وجود الوفد الالماني في المنتدى يعكس اهمية التعاون الاقتصادي بين البلدين،
وقال ان الشراكة مع المانيا تمثل ركيزة مهمة لتعزيز النمو الاقتصادي وفتح افاق جديدة للاستثمار مشيدا بالعلاقات المتينة بين البلدين، مرحباَ ” بالاصدقاء من المانيا ليكونوا شركاء المملكة المستقبليين في تعزيز التنمية والاستثمار”.
واوضح ان الاقتصاد الاردني يسير بخطى ثابتة، مشيرا الى ان معدل النمو الاقتصادي بلغ نحو 2.8 بالمئة خلال النصف الاول من العام الحالي وهو اعلى من توقعات صندوق النقد الدولي التي قدرت النمو باقل من 2.3 بالمئة، موضحا أن التوقعات تشير إلى أن المملكة ستحافظ على هذا المستوى من النمو بنهاية العام وربما نحقق معدلا أعلى.
وفيما يتعلق بالصادرات الاردنية، اشار القضاة الى انها ارتفعت بنسبة تجاوزت 8.5 بالمئة منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر تموز الماضي، رغم الظروف الاقليمية الصعبة، لافتا الى ان هذه النسبة تعد مرتفعة في سياق التجارة الدولية ولا تحققها الا قلة من الدول.
وقال وزير الصناعة ان حجم مناولة الحاويات في ميناء العقبة ارتفع خلال العام الحالي بنسبة تزيد على 33 بالمئة ما يعكس عودة نشاط قطاع النقل والترانزيت الذي كان من اعمدة الاقتصاد الوطني في الثمانينيات والتسعينيات، مشددا على صلابة الاقتصاد الوطني وقدرته على التكيف والنمو رغم التحديات الاقليمية والدولية.
من جانبه، اكد وزير الاستثمار الدكتور طارق ابو غزالة ان الاردن يسعى الى بناء شراكة استراتيجية مع المانيا تقوم على التعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، مشيرا الى ان العلاقات بين البلدين تشهد تطورا مستمرا وفرصا واعدة في مختلف القطاعات.
واوضح ان الميزان التجاري بين الاردن والمانيا يحمل فرصا كبيرة للتحسين، وان المجال الاستثماري بين الجانبين واعد وقابل للتوسع في المستقبل، مشيرا الى ان الاردن يتميز بوجود قاعدة بشرية مؤهلة وكفاءات عالية، حيث يوجد مهندس واحد بين كل اربعين مواطنا اردنيا
واشار ابو غزالة الى ان الجامعة الالمانية الاردنية تمثل نموذجا ناجحا في نقل التجربة التعليمية والمهنية الالمانية الى الاردن، مؤكدا ان المملكة تتطلع الى توسيع هذا النموذج عبر انشاء مدارس ومراكز تدريب تعزز التعليم التطبيقي والمهني.
وبين ان الاردن حقق تقدما ملموسا في قطاع الطاقة المتجددة حيث تشكل حاليا نحو 29 بالمئة من اجمالي الطاقة المستخدمة وهو انجاز يعكس نجاح الخطط الوطنية ورؤية التحديث الاقتصادي التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني والهادفة الى تحقيق نمو شامل ومستدام.
واوضح ابو غزالة ان الاردن يطمح لان يكون بوابة آمنة لاعادة اعمار سوريا وتطوير العراق مشيرا الى ان موقع المملكة الاستراتيجي وفرصها الحقيقية في المنطقة يجعلانها وجهة مثالية للشركات الالمانية الراغبة بالتوسع في الشرق الاوسط.
واعلن الوزير ابو غزالة عن عقد مؤتمر استثماري اردني اوروبي خلال الربع الثاني من العام المقبل في عمان هو الاول من نوعه للتعريف بالفرص الاستثمارية في الاردن والعديد من دول المنطقة.
وقال ان الحكومة تعمل على طرح عطاءات استثمارية كبيرة خلال العام المقبل في قطاعي النقل والطاقة موضحا ان الهدف لا يستهدف التنمية الاقتصادية فقط، بل يمتد لتحقيق التنمية الاجتماعية ايضا من خلال تنمية المناطق البعيدة عن المراكز الحضرية الكبرى.
واكد ان بيئة الاستثمار في الاردن باتت آمنة وجاذبة بفضل التحديثات التشريعية والتنظيمية، مبينا ان قانون الاستثمار المعدل لعام 2022 منح المستثمر الاجنبي الحقوق نفسها التي يتمتع بها المستثمر الاردني، كما تم تجهيز مناطق تنموية توفر مزايا تنافسية عالية.
واشاد وزير الاستثمار بدعم سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد لبرامج التدريب والتعليم المهني مؤكدا ان هذا التوجه يسهم في تأهيل الشباب الاردني وفق احتياجات سوق العمل.
وقال الوزير أبو غزالة ان وزارة الاستثمار تعمل حاليا على تحديث الخارطة الاستثمارية الوطنية التي سيتم اطلاقها قبل نهاية العام الحالي لتتضمن مشاريع وفرصا استثمارية في مختلف القطاعات، مشددا على ان الاردن يوازن اليوم بين جذب الاستثمار الاجنبي ودعم المستثمر المحلي ايمانا بان قصص النجاح المحلية هي التي تشجع المستثمرين الأجانب.
بدوره، أكد رئيس غرفة تجارة الأردن العين خليل الحاج توفيق ان الملتقى سيكون بداية جديدة لمسار علاقات المملكة مع المانيا، التي ترتبط مع المملكة بعلاقات قوية بمختلف المجالات والتي أسس لها جلالة الملك عبدالله الثاني.
وقال : ” المانيا دولة صديقة للاردن، وهناك روابط وتعاون بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين، لذلك نأمل أن يسهم ذلك في تعزيز الصادرات الأردنية بالسوق الالمانية التي لا زالت أرقامها متواضعة، وكذلك الاستثمارات”، مشددا على ضرورة أن تشهد المرحلة المقبلة بداية اقتصادية مختلفة بين الجانبين.
وأكد الحاج توفيق أنه سيتم البدء بتأسيس مجلس أعمال أردني – الماني مشترك بين غرفة تجارة الأردن وغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية، والذي سيكون حجر الاساس في تطوير علاقات البلدين الاقتصادية.
وأشار إلى وجود توجه لتنظيم زيارة لوفد اقتصادي أردني للعاصمة برلين والعديد من المدن الالمانية خلال الأشهر المقبلة، بهدف عرض الفرص الاستثمارية المتوفرة بالمملكة، واستكشاف الفرص التي يمكن من خلالها تنمية علاقات البلدين التجارية.
ودعا أصحاب الأعمال والشركات الالمانية لاتخاذ المملكة مركزا للتجارة ومشروعات اعادة الاعمار في سوريا، مشددا على أهمية ان تكون السفارة الالمانية لدى الأردن نقطة اتصال بين القطاع الخاص في البلدين.
وعبر الحاج توفيق الذي يشغل كذلك منصب النائب الثالث لرئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية عن الجانب العربي، عن أمله بأن يكون بالمستقبل القريب قصص نجاح عديدة لشراكات أردنية المانية على غرار الجامعة الالمانية في مادبا، ” وأن تحظى المملكة بجزء من الاستثمارات الالمانية بالقطاع الاستراتيجية التي ينوي الأردن تنفيذها”.
من جانبه، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية اولاف هوفمان أن الأردن يمتلك مقومات تؤهله ليكون مركزًا إقليميًا للشركات الأوروبية، مشيدًا برؤية جلالة الملك عبدالله الثاني التي تسعى إلى بناء بيئة اقتصادية مستقرة وقائمة على الكفاءات الشابة والمتعلمة.
وقال : ” إن ما تتمتع به ألمانيا من قدرة على بناء شراكات حقيقية، يفتح المجال لتعزيز التعاون الاقتصادي مع الأردن”، مؤكدا “لقد رأينا في الأردن بيئة عمل مشجعة ونظاما ضريبيا وجمركيًا محفزا، مما يجعله نقطة انطلاق مثالية للشركات الألمانية لاستكشاف أسواق المنطقة.”
وأضاف أن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني تركز على تمكين الشباب وبناء قاعدة متميزة من الكفاءات، موضحا أن التفاهم بين الجانبين الأردني والألماني وصل إلى مستوى عالٍ خلال السنوات الماضية، ما مكّن الطرفين من إدارة المشاريع الكبرى ومتابعة تنفيذها بنجاح.
وتحدث عن تجربة شركته في الأردن، مبينا: “نحن موجودون في الأردن منذ أكثر من 20 عامًا، ونفذنا مشاريع كبرى مثل الميناء وشبكة المياه، التي كانت من أكثر المشاريع تطورًا في حينها، وما تزال تعد نموذجا يحتذى به في المنطقة.”
ولفت هوفمان إلى أن ألمانيا رغم التحديات الاقتصادية التي تمر بها كونها ثالث أكبر دولة مصدّرة عالميا، قادرة على الصمود بفضل الشراكات الجديدة التي تسعى لتوسيعها مع دول المنطقة، وفي مقدمتها الأردن.
وقال: “على مدى سنوات طويلة، لم نقدم فقط المعدات والمنتجات، بل بنينا الثقة والعلاقات على أساس الاحترام المتبادل، ونحن في ألمانيا بحاجة إلى الأردن، كما أن الأردن بحاجة إلى ألمانيا، وهذه الشراكة اليوم أصبحت ضرورة اقتصادية واستراتيجية للطرفين”.
وذكر هوفمان أن الزيارة توفر للمشاركين فيها فرصة للتواصل المباشر مع الشركات الأردنية، ويركز برنامجها على استكشاف فرص الأعمال والاستثمار في مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك إدارة الطاقة والمياه البنية التحتية والإنشاءات والخدمات اللوجستية والنقل والتطوير الصناعي.
يذكر ان غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية تأسست عام 1976بهدف بناء جسور التعاون الاقتصادية بين ألمانيا والدول العربية.
وعرض رئيس الجامعة الالمانية الأردنية علاء الحلحولي، خلال الملتقى الذي حضره السفير الالماني لدى المملكة الدكتور بيرترام فون مولتكه وامين عام غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية عبد العزيز المخلافي لمسيرة الجامعة التي تأسست قبل 20 عاما، ولديها اليوم شراكات مع العديد من الجامعات، ونحو 5 الآف شركة المانية بهدف توفير فرص التدريب والتشغيل لطلبتها، مشددا على أن فلسفة الجامعة تركز على الاستثمار وبناء الانسان.